غيره، وإن كان فعل شيء من ذلك في ظاهر الحجرة أو كان في بعض الأحوال قد ستر بعض الناس الحجرة أو خلقها بعضهم بزعفران، فهذا إنما هو للحائط الذي يلي المسجد لا من باطن الحجرة والقبر كما يفعل بقبر غيره، فعلم أن الله سبحانه وتعالى استجاب دعاءه حين قال:(اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد) وإن كان كثيراً من الناس يريدون أن يجعلوه وثنا ويعتقدون أن ذلك تعظيم له كما يريدون ذلك ويعتقدونه في قبر غيره، فهو لا يتمكنون من ذلك في قبره صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي، لا سيما بعد وضع الشباك على الحجرة، بل هذا القصد والاعتقاد خيال في أنفسهم لا حقيقة له في الخارج فما يحصل من بعض الزوار في مسجده صلى الله عليه وسلم أثناء زيارتهم لا يعد من البدع والإشراك واقعاً عند قبره صلى الله عليه وسلم، وإنما ذلك في مسجده صلى الله عليه وسلم، لأنه من الممتنع الوصول إلى قبره صلى الله عليه وسلم، فعلم يقيناً أن الله قد استجاب دعاءه صلى الله عليه وسلم، كما قال ابن القيم في الكافية الشافعية:
ولقد نهانا أن نصيِّر قبره ... عيداً حذار الشرك بالرحمن.
ودعا بأن لا يجعل القبر الذي ... قد ضمه وثناً من الأوثان.
حتى اغتدت أرجاؤه بدعائه ... في عزة وحماية وصيان انتهى.
قلت: هذا في زمن ابن القيم ثم بعد زمنه أحيط أيضاً بالشباك الكبير الموجود الآن فأصبح القبر محاطاً بثلاثة الجدران التي ذكرها ابن القيم رحمه الله وثلاثة الجدران محاطة بالشباك الكبير من جميع الجهات، فالحمد لله رب العالمين والمقصود أن الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم المأمور بهما في القرآن لا يوجب الرد، وهو أفضل من السلام الموجب للرد، وكانت على عهد الخلفاء