وفي "الصحيح" عن أنس -رضي الله عنه- قال: شُجَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم أحد وكسرت رباعيته، فقال:"كيف يفلح قوم شَجُّوا نبيهم" فنزلت: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}(١)[آل عمران: ١٢٨] .
ــ
في الصحيح: أي في الصحيحين.
شُجّ: الشجة الجرح في الرأس والوجه خاصة.
أحد: جبل معروف شمالي المدينة كانت عنده الوقعة المشهورة فنُسبت إليه.
الرباعية: هي السن التي بعد الثنية. والإنسان له أربع رباعيات.
كيف يفلح قومٌ.. إلخ: أي كيف يحصل لهم الفوزُ والظفرُ والسعادة مع فعلهم هذا بنبيهم.
من الأمر: من الحكم في العباد.
المعنى الإجمالي للحديث: يخبر أنسٌ عما حصل للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في وقعة أحد من الابتلاء والامتحان على أيدي أعدائه من الإصابة في موضعين من جسده الشريف فكأنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لحقه يأسٌ من فلاح كفار قريش. فقيل له بسبب ذلك:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ}[آل عمران: ١٢٨] .
أي: عواقبُ الأمور وحكم العباد بيد الله فامض أنت لشأنك ودُم على دعوتك.
مناسبة الحديث للباب: أن فيه دليلاً على بطلان الشرك بالأولياء
(١) أخرجه البخاري تعليقاً في كتاب المغازي باب {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} ص ٧٧٢ ط بيت الأفكار الدولية.