للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب قول الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} .

ــ

تمام الآية: {وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: ٥٦] .

مناسبة الباب لكتاب التوحيد: أن فيه الرد على عُبّاد القبور الذين يعتقدون في الأنبياء والصالحين النفع والضر. وذلك أنه إذا كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد حرص على هداية عمّه في حياته فلم يتيسر له، ودعا له بعد موته فنُهي عن ذلك، وذكر سبحانه أن الرسول لا يقدر على هداية من أحبّ، فهذا يدل على أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا يملك ضراً ولا نفعاً، فبطل التعلق به لجلب النفع ودفع الضر، وغيره من باب أولى.

إنك: الخطاب للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

لا تهدي: هداية توفيقٍ للدخول في الإسلام. وأما هداية الدعوة والبيان فإن الرسول يملكها {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} .

من أحببت: هدايته.

ولكن الله يهدي من يشاء: يوفِّق للدخول في الإسلام.

وهو أعلم بالمهتدين: أي: أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية.

المعنى الإجمالي للآية: يقول تعالى لرسوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنك لا تقدر على توفيق من تحب دخوله في الإسلام، ولكن ذلك إنما يكون بيد

<<  <   >  >>