للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود –رضي الله عنه- مرفوعاً: "إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد" (١) ورواه أبو حاتم في صحيحه.

ــ

شرار الناس: بكسر الشين جمع شرّ، أفعل تفضيل.

من تدركهم الساعة: أي: مقدماتها: كخروج الدابة، وطلوع الشمس من مغربها.

يتخذون القبور مساجد: أي: بالصلاة عندها وإليها.

المعنى الإجمالي للحديث: يخبر –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عمن تقوم الساعة عليهم وهم أحياءٌ أنهم شرار الناس، ومنهم الذين يصلون عند القبور وإليها ويبنون عليها القباب، وهذا تحذيرٌ لأمته أن تفعل مع قبور نبيهم وصالحيهم مثل فعل هؤلاء الأشرار.

مناسبة الحديث للباب: أن فيه التحذير من اتخاذ القبور مساجد، يُصلى في ساحتها ويُتبرك بها؛ لأنه ذريعةٌ إلى الشرك.

ما يستفاد من الحديث:

١- التحذير عن الصلاة عند القبور، لأنه وسيلةٌ إلى الشرك.

٢- أن من اتخذ قبور الصالحين مساجد للصلاة فيها فهو من شرار الخلق، وإن كان قصده التقرب إلى الله.

٣- أن الساعة تقوم على شرار الناس.


(١) أخرجه أحمد في مسنده "١/٤٣٥"، وصححه ابن حبان في صحيحه برقم "٣٤٠".

<<  <   >  >>