وعن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال:"لعن رسول الله –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسُّرج"(١) رواه أهل السنن.
ــ
أهل السنن: أي: أبو داود والترمذي وابن ماجه. ولم يروِه النسائي.
زائرات القبور: أي: من النساء.
والسُّرج: أي: الذين يوقِدون السرج على المقابر ويضيؤونها.
معنى الحديث إجمالاً: يدعو –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- باللعنة وهي الطرد والإبعاد عن رحمة الله للنساء اللاتي يزُرن القبور؛ لأن زيارتهن يترتب عليها مفاسد منا النياحة والجزع وافتتان الرجال بهن. ولَعن الذين يتخذون المقابر مواطن عبادة أو يضيؤونها بالسّرج والقناديل؛ لأن هذا غلوٌ فيها ومدعاة للشرك بأصحابها.
مناسبة الحديث للباب: أنه يدل على تحريم الغلو في القبور؛ لأن ذلك يصيّرها أوثاناً تُعبد.
ما يستفاد من الحديث:
١- تحريم الغلوّ في القبور باتخاذها مواطن للعبادة؛ لأنه يفضي إلى الشرك.
(١) أخرجه أبو داود برقم "٣٢٣٦" والترمذي برقم "٣٢٠" وابن ماجه برقم "١٥٧٥"، وأحمد في مسنده "١/٢٢٩، ٢٨٧، ٣٢٤، ٣٣٧".