وعن علي بن الحسين: أنه رأى رجلاً يجيء إلى فُرجة كانت عند قبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال: ألا أحدثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال:"لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً فإن تسليمكم يبلغني أينما -أو حيث- كنتم" رواه في المختارة.
ــ
ترجمة علي بن الحسين: هو: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف بزين العابدين أفضل التابعين مات سنة ٩٣هـ.
فرجة: أي: فتحة في الجدار.
المختارة: اسم كتابٍ يشتمل على الأحاديث الجياد الزائدة على الصحيحين لمؤلفه ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي -رحمه الله-.
مناسبة الحديث للباب: أن فيه النهي عن قصد قبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأجل الدعاء عنده، فغيرُه من القبور من باب أولى؛ لأن ذلك نوعٌ من اتخاذه عيداً، وهو وسيلةٌ إلى الشرك.
ما يستفاد من الحديث:
١- النهي عن الدعاء عند قبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ حمايةً لحمى التوحيد.
٢- مشروعية إنكار المنكر وتعليم الجاهل.
٣- المنع من السفر لزيارة قبر الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؛ حمايةً للتوحيد.
٤- أن الغرض الشرعي من زيارة قبر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هو السلام عليه فقط؛ وذلك يبلغه من القريب والبعيد.