ألقاها إلى مريم: أرسل بها جبريل إليها فنفخ فيها من روحه المخلوقة بإذن الله عز وجل.
وروحٌ: أي أن عيسى عليه السلام روحٌ من الأرواح التي خلقها الله تعالى.
منه: أي منه خلقاً وإيجاداً كقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ}[الجاثية: ١٣] .
والجنة حق والنار حق: أي شهد أن الجنة والنار اللتين أخبر الله عنهما في كتابه ثابتتان لا شك فيهما.
أدخله الله الجنة: جواب الشرط السابق من قوله: من شهد ... الخ.
على ما كان من العمل: يحتمل معنيين:
الأول: أدخله الله الجنة وإن كان مقصِّراً وله ذنوب؛ لأن الموحِّد لا بد له من دخول الجنة.
الثاني: أدخله الله الجنة وتكون منزلته فيها على حسب عمله.
أخرجاه: أي روى هذا الحديث البخاري ومسلم في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب بعد القرآن.
المعنى الإجمالي للحديث: أن الرسول –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخبرنا مبيناً لنا فضل التوحيد وشرفه: أن من نطق بالشهادتين عارفاً لمعناهما عاملاً بمقتضاهما ظاهراً وباطناً وتجنب الإفراط والتفريط في حق النبيين الكريمين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام – فأقرّ لهما بالرسالة