للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن أبي سعيد -رضي الله عنه- مرفوعاً: "إن من ضعف اليقين أن ترضى الناس بسخط الله، وأن تحمدهم على رزق الله، وأن تذمهم على مالم يؤتك الله. إن رزق الله لا يجُرّه حرص حريص، ولا يرَدّه كراهية كاره" (١) .

ــ

ضعف: بضم الصاد وفتحها ضد القوة والصحة.

اليقين: ضد الشك هو: كمال الإيمان.

ترضي الناس بسخط الله: أي: تؤثر رضاهم على رضا الله.

وأن تحمدهم: أي: تشكرهم وتثني عليهم.

على رزق الله: أي: ما وصل منه إليك على أيديهم بأن تضيفه إليهم وتنسى المنعم المتفضِّل.

وأن تذمّهم على ما لم يؤتك الله: أي: إذا طلبتهم شيئاً فمنعوك ذممتهم على ذلك.

المعنى الإجمالي للحديث: يبين –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هذا الحديث ما ينبغي أن يكون عليه المسلم، من قوة الثقة بالله، والتوكل عليه، واعتقاد أن كل شيء بتدبيره ومشيئته، ومن ذلك الأسباب إذا شاء الله رتّب عليها نتائجها


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية "٥/١٠٦"، "١٠/٤١". والبيهقي في شعب الإيمان "رقم ٢٠٣".
وأخرجه الطبراني من حديث عبد الله بن مسعود عن النبي –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. انظر معجمه الكبير "١٠/٢١٥ –٢١٦ رقم ١٠٥١٤". وقال الهيثمي في مجمع الزوائد "٤/٧١": فيه خالد بن يزيد العمري واتُّهم بالوضع.

<<  <   >  >>