وقال ابن مسعود:"لَأَن أحلف بالله كاذباً أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقاً"(١) .
ــ
لأن: اللام: لام الابتداء و"أن" مصدرية، والفعل بعدها منصوب في تأويل مصدر مرفوع على الابتداء.
أحب ... إلخ: خبر المبتدأ.
المعنى الإجمالي للأثر: يقول ابن مسعود –رضي الله عنه-: إقسامي بالله على شيء أنا كاذبٌ فيه أحب إلي من إقسامي بغير الله على شيءٌ أنا صادقٌ فيه؛ وإنما رجح الحلف بالله كاذباً على الحلف بغيره صادقاً؛ لأن الحلف بالله فيه هذه الحالة في حسنة التوحيد، وفيه سيئة التوحيد أعظم من حسنة الصدق. وسيئة الكذب أسهل من سيئة الشرك.
مناسبة الأثر للباب: أنه يدل على تحريم الحلف بغير الله.
ما يستفاد من الأثر:
١- تحريم الحلف بغير الله.
٢- أن الشرك الأصغر أعظم من كبائر الذنوب كالكذب، ونحوه من الكبائر.
٣- جواز ارتكاب أقل الشرين ضرراً إذا كان لا بد من أحدهما.
٤- دقة فقه ابن مسعود رضي الله عنه.
(١) قال الهيثمي في مجمع الزوائد "٤/١٧٧": رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.