من حرصهم على الخير، فلما ذهبوا على الموعد طلب النبي –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- علياً وصادف أنه لم يحضر لِما أصابه من مرض عينيه، ثم حضر فتفل النبي –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيهما من ريقه المبارك فزال ما يحس به من الألم زوالاً كاملاً وسلَّمه قيادة الجيش، وأمره بالمضي على وجهه برفق حتى يقرب من حصن العدو فيطلب منهم الدخول في الإسلام، فإن أجابوا أخبرهم بما يجب على المسلم من فرائض، ثم بين –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لعلي فضل الدعوة إلى الله وأن الداعية إذا حصل على يديه هداية رجل واحد فذلك خير له من أنفس الأموال الدنيوية، فكيف إذا حصل على يديه هداية أكثر من ذلك.
مناسبة الحديث للباب: أن فيه مشروعية الدعوة إلى الإسلام الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وبيان فضل الدعوة إلى ذلك.
ما يستفاد من الحديث:
١- فضيلةٌ ظاهرة لعلي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، وشهادةٌ من الرسول –صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له بموالاته لله ولرسوله وإيمانه ظاهراً وباطناً.
٢- إثبات أن الله يحب أولياءه محبة تليق بجلاله كسائر صفاته المقدسة الكريمة.
٣- حرص الصحابة على الخير وتسابقهم إلى الأعمال الصالحة رضي الله عنهم.
٤- مشروعية الأدب عند القتال وترك الطيش والأصوات المزعجة التي لا حاجة إليها.
٥- أمر الإمام عماله بالرفق واللين من غير ضعف ولا انتقاص عزيمة.
٦- وجوب الدعوة إلى الإسلام لا سيما قبل قتال الكفار.
٧- أن من امتنع من قبول الدعوة من الكفار وجب قتاله.