للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الصحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: "من قال لا إله إلا الله وكَفَر بما يُعبد من دون الله حرُم ماله ودمه وحسابُه على الله عز وجل" (١) وشرحُ هذه الترجمة ما بعدَها من الأبواب.

ــ

في الصحيح: أي صحيح مسلم.

حرم ماله ودمه: أي مُنع أخذ ماله وقتله بناء على ما ظهر منه.

وحسابه على الله: أي الله تعالى هو الذي يتولى حسابَ من تلفَّظ بهذه الكلمة، فيجازيه على حسب نيته واعتقاده.

الترجمة: ترجمة الكتاب والباب فاتحتُه. والمراد بها هنا قولُه: باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله.

المعنى الإجمالي للحديث: يبين -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هذا الحديث أنه لا يحرُم قتلُ الإنسان وأخذُ ماله إلا بمجموع أمرين:

الأول: قول لا إله إلا الله.

الثاني: الكفر بما يُعبد من دون الله. فإذا وُجد هذان الأمران وجب الكفُّ عنه ظاهراً وتفويضُ باطنه إلى الله، فإن كان صادقاً في قلبه جازاه بجنات النعيم، وإن كان منافقاً عذّبه العذاب الأليم، وأما في الدنيا فالحكم على الظاهر.

مناسبة الحديث للباب: أنه من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله:


(١) أخرجه مسلم برقم (٢٣) ، وأحمد في المسند (٣/٤٧٢) .

<<  <   >  >>