للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: ٢٣] الآية (١) .

ــ

قضى: أمر ووصّى, والمراد بالقضاء هنا القضاء الشرعيّ الدينيّ، لا القضاء القدريّ الكونيّ.

ربك: الرب هو المالك المتصرف، الذي ربى جميع العالمين بنعمته.

ألا تعبدوا إلا إياه: أي أن تعبدوه ولا تعبدوا غيره.

وبالوالدين إحساناً: أي وقضى أن تحسنوا بالوالدين إحساناً، كما قضى أن تعبدوه، ولا تعبدوا غيره.

المعنى الإجمالي للآية: الإخبار أن الله -سبحانه وتعالى- أمر ووصّى على ألسُن رسله أن يُعبد وحده دون ما سواه، وأن يحسن الولد إلى والديه إحساناً بالقول والفعل، ولا يسيء إليهما؛ لأنهما اللذان قاما بتربيته في حال صِغره وضعفه، حتى قوِي واشتد.

مناسبة الآية للباب: أن التوحيد هو آكد الحقوق وأوجب الواجبات؛ لأن الله بدأ به في الآية، ولا يبتدأ إلا بالأهم فالأهم.


(١) فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر" ثلاثاً. قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين" وجلس وكان متكئاً، فقال: "ألا وقول الزور" قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.
أخرجه البخاري برقم (٢٦٥٤) ومسلم برقم (٨٧) .

<<  <   >  >>