نحن نعلم أن الحرف اللين إذا تحرَّك فقد يصحح كما في أقوال وبيان, وقد يعتل كما في قال وبان, وإذا سكن فقد يصحَّح كما في قول وبيع, وقد يعتل كما في صورة وحيلة. فالاعتلال وارد على حرف اللين سواء أكان متحركًا أم ساكنًا, ولكن هذا الاعتلال يعرف لدى النحاة "بالإعلال", وهو الظاهرة الموقعية التي سنحاول شرحها الآن. وموضوع الإعلال كما رأينا هو الحرف وهو اللين وهو الواو والياء "دون الألف", ويكون الإعلال في هذين الحرفين بإحدى طرق ثلاث:
أ- القلب: وملخصه أن الواو والياء إذا تحركتا وانفتح ما قبلهما قُلِبَتَا ألفًا كما في قال وباع ونوى ورمى وغزا, ولا تقلبان إذا سكن ما بعدهما أو كانتا عينًا لفعل كحور وعين, أو لفعل الذي الوصف منه على وزن أفعل نحو: عور وعين, أو افتعل الواوي كاجتوروا, أو ما آخره زيادة تختص بالأسماء كدوران, أو كانت إحداهما أول حرفين مستحقين لهذا القلب نحو: حَيَوَان.
ب- النقل: فإذا كانت الواو أو الياء عينًا للفعل أو الاسم الجاري مجرى المضارع مسبوقة بساكن صحيح نقلت حركتها إلى الساكن الصحيح قبلها نحو: يقوم ويبيع ومقول ومبيع, إلّا إذا كان الفعل تعجبًا أو مضعَّف اللام نحو: ما أقْوَلَه ويَبْيَضُّ, فإذا أعلت عين المصدر هذا الإعلال بالنقل نقلت حركتها إلى الفاء وقلبت الواو أو الياء ألفًا نحو: استقامة وإقامة, وحذفت من المصدر إحدى الألفين لالتقاء الساكنين فيكون هذا النوع من المصادر مجالًا للقلب والنقل والحذف جميعًا.
جـ- الحذف: تحذف الواو والياء عند التقاء الساكنين كما في "قاضٍ" و"غازٍ", والاستثقال ونقل الحركة أو حذفها هو الذي يؤدي إلى التقاء الساكنين, وتكون الواو أو الياء أوّل هذين الساكنين فتحذفان في هذا الموقع, بعكس ما يحدث في الحروف الصحيحة التي إذا التقى ساكنان منها حُرِّكَ أولهما بالكسر كما شرحنا ذلك في حينه فلا يحذف