قلنا: إن نظام اللغة العربية يأذن لبعض الكلمات أن يبدأ بالساكن من الناحية النظرية, ومن ذلك أداة التعريف التي يروى فيها ابن مالك أن "أل حرف تعريف أو اللام فقط" فتكون اللام فقط هي أداة التعريف بجعلها ساكنة في بداية الكلمة المعرفة, ومن ذلك أمر الثلاثي كاضرب, وأمر الخماسي كانطلق, وأمر السداسي كاستخرج, ومصادر الخماسي والسداسي كانطلاق واستخراج, وغير ذلك من الكلمات المحفوظة. ولقد اصطلح الإملائيون على أن يضعوا قبل الحرف الساكن الذي تبدأ به هذه الكلمات ألفًا لا صلة لها بتركيب الكلمة نظريًّا, ولا ينطقها عمليًّا, ولا معنى لها إلا الدلالة على الموقع المعين الذي كتبت لتدل عليه مثلها في ذلك مثل: الألف التي تكتب أمام واو الجماعة في نحو: "ضربوا" و"قاموا" و"قعدوا", فالألفان ليستا من بنية الكلمة, والألفان لا تنطقان, ولكن إحداهما تتقدَّم الساكن الذي بدأت به الكلمة لتدل عليه, وثانينتهما تتلو الواو التي أسند إليها الفعل لتدل عليها, وعلى أنها واو الجماعة, وليست واو الجمع التي حذفت النون بعدها للإضافة, ويظهر ذلك من موازنة:"ضاربوا زيدًا" و"ضاربو زيدٍ".
يسمح نظام اللغة إذًا بالبدء بالساكن, ولكن السياق الاستعمالي "أي: الكلامي" يكره توالي الصمت والسكون: الصمت الذي سبق الكلام مباشرة, والسكون الذي اتصف به الحرف الساكن الذي بدأت به الكلمة