المقصود بالكمية اعتبار القيمتين الخلافيتين اللتين تسميان "الطول والقصر"؛ فالطول في الحروف الصحيحة تشديد, والقصر إفراد, والطول في حروف العلة مد, والقصر حركة, وقد سبق لنا أن رأينا هذين الاصطلاحين يتردَّداَن في دراسة المقاطع, فذكرنا أن منها الأقصر والقصير والمتوسط والطويل. وليس يخفى ما للكمية من صلةٍ في التفريق بين الصيغة والصيغة, وبين الكلمة والكلمة, فالفرق بين فَعَلَ وفَعَّلَ فرق في الإفراد والتشديد, والفرق بين فَعَلَ وفَاعَلَ فرق في الحركة والمد, والفرق بين لم ولام فرق في الحركة والمد أيضًا, وبذلك تكون الكمية عظيمة الأهمية في مجال القيم الخلافية في اللغة, ومن ثَمَّ تكون ذات صلة عظيمة بالمعنى, أو على الأصح بالجانب السلبي العدمي من هذا المعنى, أي: إن الجزء السلبي من معنى "لم" أنها ليست "لام", ولا غيرها مما يستبدل بها في التركيب من اللام والحركة