١- من الظروف المناسبة للإدغام أن يتقارب مخرجا الحرفين المتتاليين أو أن يتفق هذا الحرفان في الصفة, والمقصود بالصفة هنا طريقة النطق كالشدة والرخاوة, أو القيمة الصوتية كالتنغيم والترقيق, أو وضع الصوت كالجهر والهمس.
٢- مما يكثر فيه الإدغام أن يكون بين حروف الفم, ويعبر سيبويه عن ذلك بقوله: إن حروف الفم أصل في الإدغام, ومعنى ذلك: أن الحروف غير الفموية أقل تعرضًا للإدغام, والمقصد بالفم هنا من الغار إلى اللهاة.
٣- لا يتمّ الإدغام بين حروف اللسان وحروف الحلق, وربما كان ذلك راجعًا إلى عدم تقارب المخارج فهو على عكس ما في رقم١.
٤- إذا تجاور حرفان من غير حروف الفم فإن أقربهما إلى الفم لا يدغم في أبعدهما منه, أما العكس فإنه يدغم كما في نسق "هـ ع" حيث تدغم الهاء في العين سالفة عليها أو لاحقة بها, فيكون الإدغام في الحالتين على صورة "ح ح".
"حـ" حروف طرف اللسان والثنايا:
وأما النوع الثالث من أنواع الإدغام وهو الإدغام في حروف اللسان والثنايا فهو كثير مطرد, ولكن البيان في بعضها مسموع أو أكثر أو أمثل, فإذا جعلنا ثاني الحرفين المتجاورين هو العنوان حصلن على أحد عشر مدخلًا لدراسة هذا النوع من الإدغام، ولكن قبل أن نحصي هذه الحالات يجدر بنا أن نشير إلى بعض القواعد الهامة التي جاء سيبويه مثل:
أ- الحروف "ز س ص" لا تدغم في الحروف "ت ث د ذ ط ظ", وإن أدغمت هي فيها.
ب- الحروف نفسها "ز س ص" لا تدغم في "ض" ولا يدغم هو فيها.
جـ- ما أدغمته من حروف طرف اللسان وهو ساكن يدغم وهو متحرك