وقد شبه بعض العرب الأربعة المطبقة في غير الافتعال بها في الافتعال فقالوا: فحصط برجلي وضبطه وحفطه، وقال علقمة بن عبدة:
وفي كل حي قد خبط بنعمة ... فحق لشأس من نداك ذنوب
وهنا موضع يكون الإدغام فيه أقوى من البيان, وهو أن تسكن التاء وتتلوها "ث د ذ ز ط" نحو: ادارأتم, واثّاقلتم, واذَّكر, وازَّين, واطوَّع, وقد سبق لنا في المداخل السالفة أن بينَّا حكم الإدغام في هذه المواقع.
د- الحرف الذي يضارع به حرف من موضعه أو من غيره:
أما النوع الرابع من الإدغام فهو حسب عبارة سيبويه "الحرف الذي يضارع به حرف من موضعه, والحرف الذي يضارع به ذلك الحرف وليس من موضعه", وملخص ذلك أن الصاد والشين والجيم إذا تلتها الدال ألحق بها نوع من الإدغام يتناول الصفة ولا يتناول المخرج؛ لأن المخرج في كل الأحوال مقارب ولا يتغير, فالصاد والشين يلحقهما الجهر والجيم تلحقها الرخاوة إذا جاءت الدال بعدهن, مثال ذلك:
مصدر مزد "بتفخيم الزاي".
أشدق أجدق
أجدر أجدر
وقد يضارعون بالصاد الساكنة قبل الدال صادات متحركة لا تتبعها الدال كما في "مصادر مزادر" و"صراط زراط".
هـ- قلب السين صادًا في بعض اللغات لوجود القاف أو الغين أو الخاء بعدها في كلمة واحدة:
وذلك نحو: صقت وصبقت والصملق وصالغ وصلخ, وذلك كما قالوا في ساطع صاطع لقرب المخرجين والإطباق.