أما اللغة العربية فلا تفرق بالنبر بين الأسماء والأفعال, أي: إنها لا تعطي النبر معنًى وظيفيًّا في الصيغة أو في الكلمة, ولكنها تمنحه معنى وظيفيًّا في الكلام, أي: في معنى الجملة. ويتضح ذلك إذا قارنا في النطق بين جملتي:
أذكر الله وأذكري الله
فالمعروف أن هذا الموقع من المواقع التي تفقد فيها الياء كميتها فتصبح بمقدار الكسرة في الكلام مثلها في ذلك مثل الياء في عبارة "القاضي الفاضل" التي ذكرناها من قبل. ومن هنا تصبح أحوال الأصوات في الجملتين واحدة, وتصبح فرصة اللبس سانحة هنا, فلا يعرف السامع ما إذا كان المتكلم يخاطب رجلًا أو امرأة. هنا يتدخل النبر فيفرق بين الإسنادين؛ فيكون النبر في الجملة الأولى على مقطع همزة الوصل, ويكون في الجملة الثانية على مقطع الكاف ليدل على طول الياء؛ لأنَّ النبر يقع على ما قبل الآخر إذا كان المقطع الأخير متوسطًا "ري" وما قبل الآخر قصيرًا "ك" حسب القاعدة "الثانية ٢ب" من قواعد النبر الأوليّ. فيكون النبر هنا ذا وظيفة تشبه وظيفة حركة الدليل على المحذوف في نحو:"تسعون" حيث تدل الفتحة على ألف "سعى" المحذوفة.