للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فالصفة المشبهة تشبه في مبناها صيغة الفاعل كطاهر, والمفعول كموجود -صفة من صفات الله, أو المبالغة كوقح, أو التفضيل كأبرص وأشدق. فالمعنى يفرق بين كل واحدة من هذه الصفات وبين الأخريات إذا اتفقت الصيغة في أيّ اثنين منها, وإنما أفردنا هذه الصفات بقسمٍ خاصٍّ من أقسام الكلم لما تتميز به في مجموعها عن بقية الأقسام من سماتٍ يتصل بعضها بالمبنى, وبعضها الآخر بالمعنى على النحو التالي:

١- من حيث الصورة الإعرابية: تشارك الصفات الأسماء في قبول الجر لفظًا, أو في ظهور حركة الكسرة على آخرها لإفادة حالة الجر "أي: إفادة علاقة النسبة"١, وتوكيدًا لهذه المشاركة أيضًا تأبي الصفات ما يأباه الاسم من الجزم والإسكان في غير الوقف, وبهذا تتميز الصفات عن الأفعال والخوالف والأدوات على نحو ما تميزت الأسماء عنها أيضًا, ولكن الصفات بهذا تفارق الضمائر والظروف التي لا تقبل الجر لفظًا, وإنما تقبله محلًّا فقط.

٢- من حيث الصيغة: تمتاز الصفات عن بقية أقسام الكلم بصيغ خاصة مشتقة من أصولها لتكون أوصافًا, فإذا اتفقت صيغة الصفة وصيغة الاسم٢.

كما في:

الصيغة الاسم الصفة

فعل فلس سهل

فعل فرس بطل

فعل كبد حذر

فعل عضد يقظ

فعل عدل نكس

فعل عنب قيم أي: قَيِّم {دِينًا قِيَمًا} .

فعل إبل أتان إبد أي: ولود.

فعل قفل حلو

فعل صرد حطم

فعل عنق جنب


١ انظر معنى "علاقة النسبة" في موضعه من هذا الكتاب.
٢ مأخوذ من الأشموني: باب التصريف.

<<  <   >  >>