للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: أنشد الفراء لبعض العرب١:

كحلفة من أبي رِيَاح ... يسمعها لاهم الكبار

وفيه شذوذان:

أحدهما: استعماله في غير النداء؛ لأنه فاعل يسمعها.

والثاني: تخفيف ميمه.

الرابع: إذا قلت: "اللهم" ففي جواز وصفه خلاف؛ منعه سيبويه والخليل، قال بعضهم: لأنه لما اتصلت به الميم صار بمنزلة صوت كقولك: "يا هناه", وأجازه المبرد والزجاج.

الخامس: قال في النهاية: استعمل "اللهم" على ثلاثة أنحاء:


١ قائله: قال العيني: أنشده الفراء ولم يبين قائله، وقيل: الأعشى, وهو من البسيط.
اللغة: "كحلفة" كيمين, "أبي رياح" كناية عن رجل من بني ضبيعة واسمه حصن بن عمرو, "يسمعها" روي بدلها "يشهدها", "الكبار" -بضم الكاف وتخفيف الباء- صيغة مبالغة للكبير, بمعنى العظيم.
قال البغدادي: وإنشاد العامة: "يسمعها لاهه الكبار" وقال: أورده جماعة من النحويين منهم المرادي في شرح الألفية: "يسمعها لاهم الكبار".
وقد ذكر في العين, وفي همع الهوامع: "يسمعها اللهم الكبار".
وكان أبو رياح قد قتل رجلا من بني سعد بن ثعلبة, فسألوه أن يحلف أو يعطي الدية, فحلف ثم قتل بعد حلفته، فضربه العرب مثلا لما لا يغني من الحلف.
الإعراب: "كحلفة" الكاف للتشبيه وحلفة مجرور بالكاف والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره: حلف كحلف أبي رياح, "من" حرف جر, "أبي" مجرور بمن, "رياح" مضاف إليه، والجار والمجرور صفة للحلفة تقديره: كحلفة كائنة من أبي رياح, "يسمعها" يسمع فعل مضارع وها مفعول به, "لاهم" فاعله, "الكبار" صفته.
الشاهد فيه: "لاهم" حيث استعمل "اللهم" في غير النداء.
مواضعه: ذكره السيوطي في الهمع ١٧٨/ ١، والشاهد ١٢٥ في الخزانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>