للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخلايَ لو غيرُ الحِمَامِ أصابكُم ... ............................

أو نادر، كقول حاتم: "لو ذاتُ سِوارِ لطَمتْني"١.

والظاهر أن ذلك لا يختص بالضرورة والنادر، بل يكون في فصيح الكلام، كقوله تعالى: {لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} ٢ حذف الفعل فانفصل الضمير.

ثم نبه على ما تنفرد به لو من مباشرة أن، فقال:

...................... ... لكِنَّ لو أنَّ بها قد تَقْتَرِنْ

وهو كثير، كقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا} ٣ واختلف في موضع أن بعد لو، فذهب سيبويه إلى أنها في موضع رفع بالابتداء، وشبه شذوذ ذلك بانتصاب غدوة بعد لدن.

وذهب الكوفيون والمبرد والزجاج وجماعة إلى أنها فاعل يثبت مقدرا، وهو أقيس؛ إبقاء للاختصاص، وقوله في شرح الكافية: وزعم الزمخشري أن بين لو وأن ثبت مقدرا، قد يوهم انفراده بذلك.

فإن قلت: إذا جعلت مبتدأ فما الخبر؟


= المعنى: لو أصابكم أحد غير الموت لسخطت عليه ووجدت، وكان لي معه شأن آخر، ولكن الذي أصابكم الموت، ولا عتاب عليه ولا سخط؛ لأنه قدر لا مفر منه.
الإعراب: "أخلاي" منادى منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل الياء والياء مضافة إليه "لو" شرطية غير جازمة "غير" مبتدأ خبره بعده أو فاعل لفعل محذوف يفسره أصابكم "الحمام" مضاف إليه "أصابكم" فعل ومفعول والفاعل ضمير "عتبت" فعل وفاعل والجملة جواب لو "ولكن" عطف واستدراك "ما" نافية "على الدهر" جار ومجرور خبر مقدم "معتب" مبتدأ مؤخر.
الشاهد: وقوع الاسم وهو "غير" بعد "لو" الشرطية، وذلك قليل.
مواضعه: ذكره الأشموني ٦٠١/ ٣، وابن هشام ٤٢٠/ ٣، وابن الناظم.
١ قاله حين لطمته جارية، وسبب اللطمة أن صاحبة المنزل أمرته أن يفصد ناقة لها لتأكل دمها فنحرها، فقيل له في ذلك فقال: هذا فصدي، فلطمته الجارية فقال: لو ذات سوار لطمتني، وذات السوار الحرة؛ لأن الإماء لا تلبس السوار، وجواب لو محذوف: لهان.
٢ من الآية ١٠٠ من سورة الإسراء.
٣ من الآية ٥ من سورة الحجرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>