للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد شذ الإظهار أيضًا في كلمات من الأسماء منها قولهم: "رجلٌ ضَفِفُ الحال"١ و"مُحَبَب" وحكى أبو زيد "طعام قضض" إذا كان فيه يُبس، ولا يجوز القياس على شيء من هذه المفكوكات، وما ورد من ذلك في الشعر عد من الضرورات كقول أبي النجم٢:

الحمد لله العلي الأجلل ... .....................

وَحَييِ افكُك وادَّغِم دُونَ حذر ... كذاك نحو تتجلى واستتر

يعني أن الفك والإدغام جائزان في هذه المواضع الثلاثة:

الأول: ما عينه ولامه ياءان لازم تحريكهما نحو "حي" و"عي"، فمن أدغم نظر إلى أنهما مثلان في كلمة وحركة ثانيهما لازمة، وحق ذلك الإدغام لاندراجه في الضابط المتقدم، ومن أظهر نظر إلى أن اجتماع المثلين في باب حَيَى كالعارض لكونه مختصا بالماضي دون المضارع والأمر، والعارض لا يعتد به غالبًا.


١ ضفف: بوزن كنف من الضفف فتحتين، وهو الضيق والشدة والحاجة.
٢ قائله: هو أبو النجم العلي -واسمه الفضل بن قدامة -وهو من الرجز.
وعجزه:
...................... ... الواسع الفضل الوهوب المجزل
اللغة: "العلي" صفة من العلو -بمعنى علو الشأن وسموه "الأجلل" الأجل الأعظم "الواسع الفضل" الكثير العطاء والإحسان. "الوهوب" صيغة مبالغة من الهبة، أي العظيم الهبات "المجزل" اسم فاعل من أجزل العطاء إذا أكثر منه.
المعنى: يحمد الله سبحانه وتعالى وهو الرفيع الشأن الأعظم من كل شيء الذي عم فضله وعطاؤه الجم جميع المخلوقات.
الإعراب: "الحمد" مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة "لله" جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ "العلي"، "الأجلل" نعتان لاسم الجلالة "الواسع" نعت ثالث "الفضل" مضاف إليه "الوهوب" نعت رابع لاسم الجلالة "المجزل" نعت خامس له.
الشاهد: قوله: "الأجلل" حيث لم يدغم، والقياس فيه الأجل، بالإدغام ولكن الضرورة الشعرية ألجأته لذلك.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية الأشموني ٨٩٣/ ٣، وابن هشام ٣٢٠/ ٤، والسيوطي ص٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>