للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: أي الوجهين أكثر في كلامهم؟.

قلت: الفك، نص على ذلك النحويون وكلاهما "فصيح"١.

وقرأ بهما في التواتر، ولعل الناظم قدم الفك لكثرته.

تنبيه:

لو كانت حركة الياء الثانية عارضة نحو "لن يَحييَ، ورأيت مُحْيِيًا".

لم يجز الإدغام، وأما قوله٢:

وكأنها بين النساء سبيكة ... تمشي بسدة بيتها فَتُعِيُّ

فشاذ لا يقاس عليه، وأجازه الفراء.

الثاني: نحو تتجلى، قال الشارح: كل ما فيه تاءان مثل تتأنى تتجلى فهذا قياسه الفك لتصدر المثلين، ومنهم من يدغم فيسكن أوله ويدخل همزة الوصل فيقول: تجلى، وقال في شرح الكافية: إذا أدغمت فيما اجتمع في أوله تاءان زدت همزة وصل تتوصل بها إلى النطق بالتاء المسكنة للإدغام فقلت في تتجلى اتّجلى، انتهى.

وفي هذا نظر؛ لأن تتجلى فعل مضارع، واجتلاب همزة الوصل لا يكون في المضارع، والذي ذكره غيره من النحويين أن الفعل المفتتح بتاءين إن كان ماضيًا نحو تتبع وتتابع، جاز فيه الإدغام واجتلاب همزة الوصل.


١ أ، ج وفي ب "صحيح".
٢ قائله: لم أقف على اسم قائله -وهو من الكامل.
اللغة: "سبيكة" قطعة مستطيلة من فضة "سدة البيت" -بضم السين- بابه.
المعنى: شبه محبوبته بالسبيكة وهي القطعة من الفضة وغيرها. إذا استطالت.
الإعراب: "وكأنها" كأن للتشبيه تنصب الاسم وترفع الخبر، وها اسمها "بين" ظرف "النساء" مضاف إليه "سبيكة" خبر كأن مرفوع بالضمة الظاهرة "تمشي" فعل مضارع فاعله ضمير مستتر فيه "بسدة" جار ومجرور متعلق بتمشي "بيتها" مضاف إليه وبيت مضاف وها مضاف إليه "فتعي" الفاء عاطفة وتعي فعل مضارع والفاعل ضمير.
الشاهد: قوله: "فتعي" حيث أدغم اعتدادًا بالحركة العارضة لأجل الروي.
مواضعه: ذكره الأشموني ٨٩٣/ ٣، والهمع ١٥٣/ ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>