الشرح: "ببَّه" في الأصل الأحمق كذا قاله الخليل، ويقال للشاب الممتلئ البدن نعمة ببه، وقال الجوهري: ببه هو لقب عبد الله بن الحارث. "خدبه": بكسر الخاء المعجمة وفتح الدال وتشديد الباء أرادت بها الجارية المشتدة الممتلئة اللحم، ويقال للبعير الشديد الصلب خدب، "تجب" بضم الجيم أي تغلب أهل الكعبة في الحسن والجمال، يقال: جبه إذا غلبه، وجبت فلانة النساء إذا غلبتهن بالحسن. الإعراب: "لأنكحن" اللام للتأكيد، وأنكحن جملة من الفعل والفاعل, وهو من الإنكاح. "ببه" مفعول أول "جارية" مفعول ثان، وليس مجيء المفعولين لفعل واحد مقتصرا على أفعال القلوب وهذا باب ليس فيه عدد محصور، إنما الفرق أن أفعال القلوب يكون المفعول الثاني عين الأول وفي غيرها غير الأول نحو أعطيت زيدا درهما, "مكرمة محبة" صفة بعد صفة للجارية, "تجب" فعل مضارع والفاعل ضمير, "أهل" مفعول به, "الكعبة" مضاف إليه والجملة صفة أخرى. الشاهد: في "لأنحكن ببه" فإنه علم منقول من الصوت وهو ببه، فإنه منقول من الصوت الذي كانت هند ترقصه به. مواضعه: ذكره الشاطبي في شرحه للألفية، وابن يعيش في شرح المفصل ١/ ٢٣، والسيوطي في همع الهوامع ١/ ٧٢، والخصائص ١/ ٢١٧. ٢ أبو عبد الله الحسين بن محمد، نشأ بهمذان ووفد إلى بغداد، وأخذ عن ابن الأنباري وابن دريد، وغيرهما، وله مع المتنبي مناظرات، كان كوفي النزعة قصير الباع في النحو طويله في اللغة، يشهد بذلك ما ساقه في انتصاره لثعلب عند رده الاعتراضات العشرة التي فند بها الزجاج نصف كتابه "الفصيح" وذكر ردود ابن خالويه للسيوطي في الأشباه والنظائر. ومن مؤلفاته في العربية "ليس". توفي بحلب سنة ٣٧٠هـ سبعين وثلاثمائة.