للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال في الصحاح: يقال للأحمق الثقيل "ببه" وهو أيضا لقب لعبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب والي البصرة. قال الفرزدق:

وبايعت أقواما وفيت بعهدهم ... وببه قد بايعته غير نادم١

واسم جارية، وقال لأنكحن ببه، جارية خدبة، مكرمة محبة، تجب أهل الكعبة. ا. هـ٢.

وقد وهم في استشهاده في الرجز على أنه اسم جارية؛ لأن "ببه" في الرجز هو اللقب لعبد الله بن الحارث كما تقدم وأنشده بفتح الهمزة في قوله: "لأنحكن" والصواب ضمها، وأنشد "تجب أهل الكعبة" "بفتح التاء وكسر الجيم"٣ أي تغلبهم حسنا، يقال: جب القوم إذا غلبهم والله أعلم. ثم قال:

وجملة وما بمزج ركبا ... ذا إن بغير ويه تم أعربا

العلم قسمان: مفرد نحو: "زيد" ومركب وهو ثلاثة أقسام:

تركيب إسناد: وهو ما كان جملة في الأصل نحو: "برق نحره" وتقدم أنه لم يسمع النقل من الجملة الاسمية ولو سمي بها لجاز.


١ هو من الطويل، وقائله الفرزدق.
الشرح: "بايعت" من المبايعة وهي المعاقدة، والمعاهدة كأن كل واحد من المتبايعين باع ما عنده من صاحبه وأعطاه خالصة نفسه، وطاعته ودخيلة أمره.
"ببه" أراد به الفرزدق عبد الله بن الحارث.
الإعراب: "بايعت" فعل ماض والتاء فاعل, "أقواما" مفعوله, "وفيت بعهدهم" جملة حالية بتقدير قد أي: حال كوني قد وفيت بعهدهم.
فإن قلت: كيف يكون وافيا بعهدهم في حال المبايعة والوفاء لا يكون إلا بعدها؟
قلت: هذه من الأحوال المنتظرة المقدرة، والتقدير: مقدرا الوفاء على مبايعتي.
"وببه" مبتدأ, "بايعته" فعل ماض والتاء فاعل والهاء مفعوله والجملة في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد: في "ببه" أنه علم منقول من الصوت كما سبق.
مواضعه: ذكره الشاطبي في شرحه للألفية.
٢ ١/ ٢ صحاح.
٣ ب، وج وفي أ "بفتح الهمزة في قوله لأنكحن وكسر التاء".

<<  <  ج: ص:  >  >>