للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولها حالة الإلغاء معنيان: أحدهما وهو الأشهر أن يكون "المجموع"١ اسم استفهام، فلا يعمل فيه فعل متقدم.

والآخر أن يكون اسما موصولا أو نكرة موصوفة، وعليه بيت الكتاب:

دعى ماذا علمت سأتقيه ... ولكن بالمغيب نبئيني٢

أي: دعي الذي علمت أو شيئا علمت، ولذلك عمل فيها ما قبلها.

ولها شرط ثالث أهمله لوضوحه، وهو ألا تكون "إشارة"٣ نحو "من ذا" أو "ماذا".

وقد اتضح بما ذكر أن "ماذا" لها أربعة استعمالات، ويجوز في "نحو"٤ "ماذا صنعت؟ " وجهان: أحدهما أن تكون "ذا" موصولة فتكون "ما" حينئذ مبتدأ "وذا" وصلته خبر "ما"٥ والعائد محذوف "أي صنعته"٦ والآخر أن تكون أي


١ أ، ب.
٢ قائله: سحيم بن وثيل الرياحي, وهو من قصيدة طويلة، وقال سيبويه: "وقال الشاعر سمعنا من العرب الموثوق بهم". من الوافر.
الشرح: "دعي" اتركي، "نبئيني" من النبأ وهو الخبر.
المعنى: دعي الذي علمته فإني سأتقيه لعلمي منه مثل الذي علمت ولكن نبئيني بما غاب عني وعنك مما يأتي به الدهر أي: لا تعذليني فيما أبادر به الزمان من إتلاف مالي في وجوه الفتوة ولا تخوفيني الفقر، الشنتمري ١/ ٤٠٥ من الكتاب.
الإعراب: "دعي" فعل وفاعل "ماذا علمت" مفعول دعي وماذا كله اسم جنس بمعنى شيء. أو موصول بمعنى الذي -على خلاف فيه- "سأتقيه" فعل وفاعل ومفعول.
"ولكن" للاستدراك, "بالمغيب" جار ومجرور متعلق بنبئيني, "نبئيني" فعل وفاعل والنون للوقاية والياء مفعول به.
الشاهد: في "ماذا علمت"، فإن "ذا" هنا موصولة أو نكرة موصوفة.
مواضعه: ذكره ابن هشام في مغني اللبيب ٢/ ٥, والسيوطي في همع الهوامع ١/ ٨٤، والخزانة رقم ٤٤٤، وسيبويه ج١ ص٤٠٥.
٣ ب، وج وفي أن "إشارية".
٤ ب، ج.
٥ ج, وفي أ "لما" وفي ب "للمبتدأ".
٦ أ، ج.

<<  <  ج: ص:  >  >>