وفي الصورة الثالثة: في الموصول وخبره فقط، وما لم يعضد المعنى سابق فيختار مراعاته كقوله: وإن من النسوان من هي روضة. فأنث الضمير لتقدم ذكر النسوان. ثم قال: "ولي فيه بحث؛ لأنه يلزم على مراعاة اللفظ في قوله: "من هي روضة" أيضا الإخبار بمؤنث عن مذكر، تقتضي التعليل به لوجوب مراعاة المعنى في قوله: "من هي حمراء أمك" وجوب مراعة المعنى في قوله: "من هي روضة" أيضا، إذا لا فرق بين المؤنث بالتاء والمؤنث بالألف كما في الدماميني، ولا بين الصفات كحسنة وحمراء، والأسماء كروضة وصحراء، بدليل ما مر من استقباح: "من هو حمراء أمك"". ١ قائله: جران العود واسمه عامر بن الحارث، من قصيدة طويلة من الطويل يصف فيها النساء. الشرح: "تهيج" من هاج الشيء يهيج أي ثار، "تصوح" أصله تتصوح فحذفت إحدى التاءين، وقال أبو عمرو: تصوح البقل إذا يبس أعلاه وفيه ندوة. شبه بعض النساء بالروضة التي تتأخر في هيجان نباتها وتشقق أزهارها عن غيرها من الرياض وأراد بها النساء التي تتأخر عن الولادة في وقتها وهذا تشبيه بليغ حيث حذف فيه أداة التشبيه؛ لأن أصل قوله من هي كروضة. الإعراب: "وإن" الواو للعطف وإن حرف توكيد ونصب, "من النسوان" جار ومجرور في محل رفع خبر إن, "من" اسم موصول اسم إن, "هي" مبتدأ, "روضة" خبره والجملة لا محل لها صلة الموصولة, "تهيج" فعل مضارع, "الرياض" فاعله. والجملة صفة للروضة, "قبلها" منصوب على الظرفية مضاف إلى الضمير الذي يرجع إلى الروضة, "وتصوح" فعل مضارع والفاعل ضمير وهي عطف على تهيج. الإعراب: "وإن" الواو للعطف وإن حرف توكيد ونصب "من النسوان" جار ومجرور في محل رفع خبر إن, "من" اسم موصول اسم إن, "هي" مبتدأ, "روضة" خبره والجملة لا محل لها صلة الموصول, "تهيج" فعل مضارع, "الرياض" فاعله. والجملة صفة للروضة, "قبلها" منصوب على الظرفية مضاف إلى الضمير الذي يرجع إلى الروضة, "وتصوح" فعل مضارع والفاعل ضمير وهي عطف على تهيج. الشاهد: في "من هي روضة" حيث روعي فيه معنى "من" فلذلك أنث الضمير ولو روعي فيه اللفظ لقيل: "من هو".