للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب ... كمثل أما أنت برا فاقترب

يعني: أن "كان"١ حذفت أيضا بعد "أن" المصدرية، "وأبقى"٢ اسمها وخبرها وعوض عنها "ما" فصار حذفها واجبا، إذ لا يجمع بين العوض والمعوض خلافا للمبرد في إجازته "أما أنت منطلقا انطلقت"٣ ويجعل "ما" زائدة.

والأصل في قوله: أما أنت برا فاقترب، لأن كنت برا. فحذف لام التعليل لأن حذفها مع "أن" مطرد، ثم حذف "كان" فانفصل الضمير المتصل بها لحذف عامله ثم عوض "عنها"٤ "ما" فأنت اسمها وبرا خبرها.

ثم قال:

ومن مضارع لكان منجزم ... تحذف نون وهو حذف ما التزم

مضارع "كان" يكون, فإذا دخل "عليه"٥ الجازم سكنت نونه، ثم حذفت الواو، لالتقاء الساكنين نحو "لم يكن"٦، ثم بعد ذلك يجوز حذف نونه تخفيفا لكثرة الاستعمال مطلقا عند يونس وبشرط أن يكون بعدها متحرك عند سيبويه٧, ويشهد ليونس قول الشاعر:

فإن لم تك المرآة أبدت وسامة ... فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم٨


١ ب، ج وفي أن "كانت".
٢ ب، ج وفي أ "بقاء".
٣ وذلك حيث تقع "أن" موقع المفعول لأجله في كل موضع أريد فيه تعليل فعل بآخر.
وأجازه المبرد "أي على زيادة "ما" لا أنها عوض". خضري ١/ ١١٨.
٤ أ، ج وفي ب "منها".
٥ ب، ج.
٦ سورة النساء ١٣٧.
٧ قال سيبويه ج١ ص١٣: "واعلم أنه ليس كل حرف يظهر بعده الفعل يحذف فيه الفعل ... فليس كل حرف يحذف منه شيء ويثبت فيه نحو يك ويكن ولم أبل وأبال ... ".
٨ قائله: الخنجر بن صخر الأسدي, وهو من الطويل.
الشرح: "المرآة -بكسر الميم وسكون الراء المهملة- معروفة، وإنما سميت بذلك لأنها آلة الرؤية, "أبدت": أظهرت، "وسامة" -بفتح الواو وتخفيف السين المهملة- جمالا وبهاء منظر، وهو مصدر وسم الرجل فهو وسيم على مثال ظرف فهو ظريف, "ضيغم" =

<<  <  ج: ص:  >  >>