للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المصنف: وبقوله أقول؛ إذ لا ضرورة في البيت لإمكان أن يقال: فإن لم تكن المرآة أخفت وسامة١، إلا أن الإثبات قبل الساكن أكثر وبه ورد القرآن٢.

فإن قلت: هل حذف النون مخصوص بالناقصة؟

قلت: لا، بل هو كثير في الناقصة.

ومن وروده في التامة قوله تعالى: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} ٣.


= بفتح الصاد وسكون الياء وفتح الغين وهو الأسد، وأصل اشتقاقه من الضغم، وهو العض والياء فيه زائدة للإلحاق بجعفر.
المعنى: كان هذا الشاعر قد نظر في المرآة فلم يرقه منظره ولا أعجبه شكله فأراد أن يسلي نفسه بأنه إن لم تكن صفاته الظاهرة على ما يروق ويعجب فإن صفاته الباطنة من الشجاعة والإقدام ونحوهما فوق الإعجاب.
الإعراب: "إن" شرطية, "لم" حرف نفي, "تك" فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة للتخفيف, "المرآة" اسم تكن, "أبدت" فعل ماض والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر والجملة في محل نصب خبر تكن وجملة تكن واسمها وخبرها في محل جزم فعل الشرط, "فقد" الفاء داخلة على جواب الشرط قد حرف تحقيق, "أبدت" فعل ماض والتاء للتأنيث, "المرآة" فاعل, "جبهة" مفعول به, "ضيغم" مضاف إليه والجملة في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد: في "لم تك المرآة" حيث حذف النون من مضارع "كان" المجزوم بالسكون مع أنه قد وليها حرف ساكن وهو اللام من "المرآة" لأن الألف ألف الوصل فلا حركة لها حين الوصل.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص٥٩، وابن هشام ١/ ١٩١، والأشموني ١/ ١٢٠، والسيوطي في همع الهوامع ١/ ١٢٢.
١ وقد قرئ شاذا: "لم يك الذين كفروا".
٢ قال تعالى: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} .
٣ سورة النساء ٤٠, وقراءة الرفع على التمام والنصب على النقصان.

<<  <  ج: ص:  >  >>