للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقوله:

فلا أبَ وابنًا مثلُ مروانَ وابنِه١ ... .....................................

وحكى الأخفش فتحه على نية "لا" وهو قليل٢.


١ هو صدر بيت من الطويل, قال العيني: رجل من بني عبد مناة فيما زعمه أبو عبيد البكري وأنشده سيبويه في كتابه ولم يعزه إلى أحد ج١ ص٣٤٩, ولم ينسبه أحد من شراحه.
وعجزه:
إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
وهو من الخمسين المجهولة القائل.
الشرح: "مروان" هو ابن الحكم بن العاص بن أمية "وابنه" هو: عبد الملك بن مروان لأنه يمدحهما, "المجد" العز والشرف وكرم النجار، ورجل ماجد: شريف كريم المحتد، "ارتدى" لبس الرداء, "تأزرا" لبس الإزار والارتداء والاتزار بالمجد كناية عن غاية الكرم ونهاية الجود، فكأنهما متلبسان به لا يفارقانه, "مثل" يحتمل أن يكون خبرا مرفوعا فلا حذف. وأن يكون صفة بالرفع على المحل، وبالنصب على اللفظ والخبر محذوف.
الإعراب: "لا" نافية للجنس "أب" اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب "وابنا" معطوف على محل اسم لا "مثل" بالنصب على أنه صفة لاسم لا وما عطف عليه، وعلى هذا خبر لا محذوف، والتقدير: لا أب وابنا مماثلين لمروان وابنه موجودان، والرفع على أن يكون خبر لا, "مروان" مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه لا ينصرف للعلمية وزيادة الألف والنون, "وابنه" معطوف على مروان وضمير الغائب على مروان مضاف إليه, "إذا" ظرف تضمن معنى الشرط, "هو" فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها, "بالمجد" متعلق بالفعل المحذوف, "ارتدى" فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة, "وتأزرا" فعل ماض والفاعل ضمير مستتر فيه والألف للإطلاق، والجملة لا محل لها معطوفة على الجملة التفسيرية.
الشاهد: في "لا أب وابنا" حيث عطف على اسم "لا" النافية للجنس، ولم يكرر "لا" وجاء المعطوف منصوبا، ويجوز فيه الرفع, وذلك أن "لا" إذا لم تكرر وعطف على اسمها، وجب فتح الأول، وجاز في الثاني النصب والرفع.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص٧٦، وابن هشام ١/ ٢٨٩، وداود، والسندوبي، والأشموني ١/ ١٥٣، والمكودي ص٤٥، والسيوطي ص٤١, وأيضا ذكره في همع الهوامع ١/ ١٤٣، وابن يعيش في شرح المفصل ٢/ ١٠١, والشاهد رقم ٢٦٣ في خزانة الأدب وكتاب سيبويه ج١ ص٣٤٩.
٢ وأما حكاية الأخفش لا رجل ولا امرأة بالفتح -فشاذة -إذ لا يصح البناء لوجود الفصل بحرف العطف, وخرجه بعضهم على أن الأصل ولا امرأة، فحذفت "لا" وأبقي البناء بحاله على نيتها. ا. هـ. أوضح المسالك وشرحه ١/ ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>