للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللا مع الهمزة في هذين المعنيين من تركيب وعمل وإلغاء ما لها مجردة من الهمزة.

والثالث: أن تكون للتمني كقوله:

ألا عمر ولي مستطاع رجوعه١ ... .......................................

ولها عند المازني والمبرد في التمني مالها مجردة من جميع الأحكام السابقة.

وذهب الخليل وسيبويه٢ والجرمي ومن وافقهم إلى أنها تعمل في الاسم خاصة، ولا خبر لها, ولا يتبع اسمها إلا على اللفظ، ولا تلغى ولا تعمل عمل "ليس"٣.


١ قال العيني: احتج بهذا البيت جماعة من النحاة ولم ينسبه أحد إلى قائل، وبالبحث لم أعثر على قائله, وهو من الطويل.
وعجزه:
فيرأب ما أثأت يد الغفلات
الشرح: "ولى" أدبر، وذهب، "فيرأب" من رأبت الإناء إذا أصلحته يجبر ويصلح، "أثأت" فتقت وصدعت وشعبت وأفسدت، وتقول: رأب فلان الصدع، ورأب فلان الإناء إذا أصلح ما فسد منهما.
المعنى: أتمنى رجوع العمر الذي مضى لأصلح ما أفسدته في زمن الغفلة والجهل.
الإعراب: "ألا" كلمة واحدة للتمني، ويقال: الهمزة للاستفهام وأريد بها التمني, ولا: نافية للجنس، وليس لها خبر لفظا ولا تقديرا, "عمر" اسمها, "ولى" فعل ماض والفاعل ضمير مستتر فيه، والجملة في محل نصب صفة لعمر, "مستطاع" خبر مقدم, "رجوعه" مبتدأ مؤخر، والجملة في محل نصب صفة ثانية لعمر, "فيرأب" فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية في جواب التمني والفاعل مستتر فيه, "ما" اسم موصول مفعول, "أثأت" فعل ماض والتاء للتأنيث, "يد" فاعل, "الغفلات" مضاف إليه, والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها صلة الموصول والعائد محذوف تقديره أثاته.
الشاهد: في "ألا عمر" حيث أريد بالاستفهام مع "لا" مجرد التمني وهذا كثير في كلام العرب, ومما يدل على كون "ألا" للتمني في البيت نصب المضارع بعد فاء السببية في جوابه.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص٧٧، وابن عقيل ١/ ٣٣٥، والسندوبي، وداود، والأصطهناوي، والأشموني ١/ ١٥٣، والسيوطي ص٤١، وابن هشام ١/ ٢٩٣، وأيضا ذكره في مغني اللبيب ٦٦١، وسيبويه في كتابه ج١ ص٣٥٨.
٢ راجع الكتاب ج١ ص٣٥٩.
٣ قال الأشموني ج١ ص١٥٣: "فعند الخليل وسيبويه أن "ألا" هذه بمنزلة أتمنى فلا خبر لها، وبمنزلة "ليت" فلا يجوز مراعاة محلها مع اسمها ولا إلغاؤها إذا تكررت.
وخالفهما المازني والمبرد فجعلاها كالمجرد من الهمزة ولا حجة لهما في البيت، إذ لا يتعين كون "مستطاع" خبرا أو صفة، "ورجوعه" فاعلا، بل يجوز كون "مستطاع" خبرا مقدما، "ورجوعه" مبتدأ مؤخرا، والجملة صفة ثانية، ولا خبر هناك". ا. هـ. وإلى مذهب سيبويه أميل.

<<  <  ج: ص:  >  >>