للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعلم من قوله "والتزم" أن التعليق لازم بخلاف الإلغاء.

ثم ذكر المعلقات وهي ستة: "ما" النافية، كقوله تعالى: {وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ} ١.

"وإن" أختها كقوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلَا} ٢ "ولا" النافية، ذكره النحاس، ومن أمثلة ابن السراج "أحسب لا يقوم زيد" ولم يعدها المغاربة من المعلقات.

"ولام" الابتداء. نحو: {وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ} ٣ على أظهر الأوجه و"لام" القسم: نحو:

ولقد علمت لتأتين منيتي ... إن المنايا لا تطيش سهامها٤


= "حتى" ابتدائية, "صار" فعل ماض ناقص, "من خلقي" جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر صار مقدم, "أني" حرف توكيد ونصب والياء اسمها, "رأيت" فعل وفاعل والجملة في محل رفع خبر أن وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر اسم صار, "ملاك" مبتدأ, "الشيمة" مضاف إليه, "الأدب" خبر المبتدأ.
الشاهد: في "رأيت ملاك الشيمة الأدب" فإن ظاهر أنه ألغى "رأيت" مع تقدمه لأنه لو أعمله لقال "رأيت ملاك الشيمة الأدباء" بنصب "ملاك" و"الأدب" على أنهما مفعولان ولكنه رفعهما فقال الكوفيون: هو على الإلغاء والإلغاء مع التقدم جوازه مع التوسط والتأخر، وقال البصريون: ليس كذلك, بل هو من باب التعليق ولام الابتداء مقدرة الدخول على "ملاك".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية ابن الناظم ص٨١، وابن هشام ١/ ٣٢٠، وابن عقيل ١/ ٢٥١، والمكودي ص٤٧، والأشموني ١/ ١٦٠، والسيوطي ص٤٣، وأيضا ذكره في الهمع ١/ ١٥٣.
١ سورة فصلت ٤٨.
٢ سورة الإسراء ٥٢.
٣ سورة البقرة ١٠٢.
٤ هو للبيد بن ربيعة العامري من قصيدة طويلة من الكامل.
الشرح: "منيتي" المنية: الموت, وأصلها فعيلة بمعنى مفعولة من منى يمني بوزن رمى, ومعناه قدر، ولحقتها التاء لأنها قد صارت اسما, "لا تطيش" لا تخيب بل تصيب المرمى دائما, "سهامها" السهام: جمع سهم.
المعنى: إني موقن أنني سألاقي الموت حتما، لأن الموت نازل بكل إنسان لا يفلت منه أحد أبدا.
الإعراب: "ولقد" اللام موطئة للقسم, قد حرف تحقيق, "علمت" فعل ماض وفاعل =

<<  <  ج: ص:  >  >>