للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنما قيد علم بقوله: "طالب مفعولين" لئلا يعتقد أنه أحال على علم العرفانية ويقال: "نميت الرجال إلى أبيه نميا" نسبته, "وانتمى" هو انتسب.

قيل: وليس قوله: "رأى الرؤيا" بنص على المراد؛ لأن الرؤيا تستعمل مصدر لرأى مطلقا حلمية كانت أو يقظية، ولكن المشهور استعمالها مصدرا للحلمية١.

ثم قال:

ولا تجز هنا بلا دليل ... سقوط مفعولين أو مفعول

الحذف "هنا"٢ ضربان: اختصار، واقتصار؛ فالاختصار: حذف لدليل، والاقتصار: حذف لغير دليل.

فأما حذف مفعولي هذا الباب، أو حذف أحدهما اختصارا فهو جائز.

فمن حذفهما اختصارا قول الكميت:

بأي كتاب أم بأية سنة ... ترى حبهم عارا عليّ وتحسب٣


١ راجع الأشموني ١/ ١٦٣.
٢ ب، ج.
٣ هو للكميت بن زيد الأسدي، من قصيدة هاشمية يمدح فيها آل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو من الطويل.
الشرح: "ترى حبهم" رأى ههنا من الرأي بمعنى الاعتقاد، مثل أن تقول رأي أبو حنيفة حل كذا، ويمكن أن تكون رأي العلمية بشيء من التكلف "عارا" العار: كل خصلة يلحقك بسببها عيب ومذمة "تحسب" أي: تظن، من الحسبان.
المعنى: يا من تعيب على حب أهل البيت، على أي كتاب تستند؟ أم بأية سنة تسترشد في ذلك.
الإعراب: "بأي" جار ومجرور متعلق بترى, "كتاب" مضاف إليه, "أم" عاطفة, "بأية" جار ومجرور معطوف على الأول, "سنة" مضاف إليه, "ترى" فعل مضارع وفاعله مستتر فيه, "حبهم" مفعول أول وهم مضاف إليه, "عارا" مفعول ثان, "على" جار ومجرور متعلق بعار, "وتحسب" فعل مضارع وفاعله مستتر فيه، ومفعولاه محذوفان يدل عليهما الكلام السابق، والتقدير وتحسب حبهم عارا عليَّ.
الشاهد: في "تحسب" حيث حذف المفعولين لدلالة سابق الكلام عليهما, والتقدير: تحسب حبهم عارا عليَّ.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية ابن هشام ١/ ٣٢٣، وابن عقيل ١/ ٢٥٤، والأشموني ١/ ١٦٤, والسندوبي، وداود, والمكودي ص٤٨, وذكره السيوطي في همع الهوامع ١/ ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>