٢ عجز بيت, قائله الفرزدق همام بن غالب من قصيدة من الطويل, يهجو فيها جرير بن عطية الخطفي. وصدره: إذا قيل أي الناس شر قبيلة الشرح: "أشارت" ويروى: "أشرت", يريد أشارت إليها بأنها شر الناس, "كليب" بضم الكاف وفتح اللام هو كليب بن يربوع، أبو قبيلة جرير، والباء في قوله: بالأكف بمعنى: مع، أي: مع الأكف, "الأصابع" فاعل أشارت. المعنى: أن قبيلة كليب لا قيمة لها ولا خير فيها، فإذا سأل سائل عن أقبح القبائل وأحقرها, أجابه المسئول بأصابعه مع أكفه مشيرا إليها، وتحاشى النطق بكلمة "كليب" لقبحها. الإعراب: "إذا" ظرف للمستقبل من الزمان تضمّن معنى الشرط, "قيل" فعل ماضٍ مبني للمجهول, "أي" اسم استفهام مبتدأ, "الناس" مضاف إليه, "شر" أفعل تفضيل حذفت همزته تخفيفا لكثرة الاستعمال، وهو خبر المبتدأ, "قبيلة" مضاف إليه، والجملة من المبتدأ وخبره نائب فاعل قيل, "أشارت" فعل ماضٍ والتاء للتأنيث, "كليب" بحرف جر محذوف, والتقدير: إلى كليب والجار والمجرور متعلق بأشارت, "بالأكف" جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الأصابع تقدم عليه, "الأصابع" فاعل أشارت مرفوع بالضمة الظاهرة. الشاهد: في "كليب" بالجر, حيث حذف حرف الجر وهو "إلى" المقدر وأبقي عمله. وأصل الكلام: أشارت الأصابع مع الأكف إلى كليب، وهو شاذ. ويروى: "كليب" بالرفع على أنه خبر لمحذوف, أي: هي كليب، فيكون قد جمع بين الإشارة والعبارة، ولا شاهد فيه. مواضعه: ذكره من شرّاح الألفية: ابن الناظم ص١٠١, وابن عقيل ٢/ ٣٠، وداود، والسندوبي, والأشموني ١/ ١٩٦، والسيوطي ص٥٥، وابن هشام ٢/ ١٥، وأيضا ذكره في مغني اللبيب ١/ ٦, والمكودي ص٨٤, وابن مالك في التسهيل ص٦٣. ٣ جزء من بيت، قائله: امرؤ القيس بن حجر الكندي من قصيدته المشهورة من الطويل. وتمامه: ...... أرخى سدوله ... عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي الشرح: "كموج البحر" في كثافة ظلمته, شبه الليل بموج البحر في شدة هوله, وعظيم ما ينالك من المخافة, "سدوله" السدول: الأستار، واحدها: سدل مثل: ستر وستور, "ليبتلي": ليختبر ويمتحن, "أنواع الهموم" ضروب الهموم. المعنى: رب ليل شديد الهول أرخى علي ستور ظلامه مع أنواع الهموم والأحزان؛ ليختبرني أأصبر أم أجزع؟ قطعته ولم أبالِ بشيء. =