للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: ورب ليل. وسيأتي بيانه في باب حروف الجر.

وأما حذفه ونصب المجرور, فهو نوعان: مقصور على السماع, ومطرد.

والمقصور على السماع "مخصوص"١ بالضرورة, ووارد في السعة.

فالمخصوص بالضرورة كقوله:

.................... ... وأخفي الذي لولا الأُسَا لقضاني٢


= الإعراب: "وليل" الواو واو رب، ليل: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد, "كموج" جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لليل، وموج مضاف، و"البحر" مضاف إليه, "أرخى" فعل ماضٍ وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الليل, "سدوله" مفعول به لأرخى وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه, "عليَّ" جار ومجرور متعلق بأرخى, "بأنواع" جار ومجرور متعلق بأرخى, "الهموم" مضاف إليه, "ليبتلي" اللام لام التعليل ويبتلي فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد اللام.
الشاهد: في "وليل" حيث حذفت رب بعد الواو, وبقي عملها وهو مطرد.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص١٥٣ في حروف الجر، وابن هشام ٢/ ١٠٣، وداود، والإصطهناوي، والأشموني ٢/ ٣٠٠، والمكودي ص٨٤، والسيوطي ص٧٣, وذكره ابن هشام في مغني اللبيب ٢/ ٣٥.
١ ب، جـ.
٢ عجز بيت, قائله: عروة بن حزام, من قصيدة من الطويل.
وصدره:
تحنّ فتبدي ما بها من صَبَابَة
الشرح: "تحن" من الحنان, وهي الرحمة والحنوّ، "من صبابة": من شوق، "الأسا" بضم الهمزة: جمع أسوة -فعلة- من التأسي وهو الاقتداء.
وقال ابن هشام: "الأسا" يظنون بفتح الهمزة, وعندي أنه خطأ، وصوابه بضم الهمزة؛ لأن الأسى -بفتح الهمزة- الحزن, ولا مدخل له هنا من حيث المعنى بل هو مفسد.
الإعراب: "تحن" فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي, "فتبدي" الفاء عاطفة وتبدي فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة والفاعل ضمير مستتر عطفت على ما قبلها, "ما" اسم موصول مفعول لتبدي, "بها" صلة الموصول ما وقد حذف صدر الصلة, تقديره: الذي هو بها, "من" بيانية, "صبابة" مجرور بها وعلامة جره الكسرة الظاهرة, "وأخفي" الواو للعطف, و"أخفي" فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا, "الذي" مع صلته في محل نصب مفعول أخفي, "لولا" لربط امتناع الثانية لوجود الأولى, "الأسا" مبتدأ والخبر محذوف وجوبا, "لقضاني" جواب لولا، أي: لولا الأسا موجودة لقضى علي الموت, وفاعل قضى محذوف. الشاهد: في "لقضاني" حيث حذف منه حرف الجر وجعل مجروره مفعولا، أي: لقضى علي. وقد حمل الأخفش على ذلك قوله تعالى: {وَلَكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} أي: على سر, أي: نكاح.
مواضعه: ذكره ابن الناظم في شرحه للألفية، وابن هشام في مغني اللبيب ٢/ ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>