للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: قد منع بعض النحويين التنازع "في"١ المتعدي إلى اثنين, وإلى ثلاثة, والمختار الجواز؛ لسماعه في المتعدي إلى اثنين٢.

والقياس في المتعدي إلى ثلاثة.

وعبارة المصنف لا تأبى ذلك؛ لأن المراد بقوله: "اقتضيا في اسم" أن يتوجه كل من العاملين إلى الاسم الذي توجه إليه الآخر، ولا يمتنع أن يتوجها بعده إلى اسم آخر, فيتنازعا في الاسمين معا.

فإن قلت: قد شرط في التسهيل في الاسم المتنازع فيه أن يكون غير سببي مرفوع٣, نحو قول الشاعر:

............ ... وعزة ممطولٌ مُعَنّى غريمها٤


١ أ، ب.
٢ أ.
٣ التسهيل ص٨٦.
٤ عجز بيت، قائله كثير عزة, وهو كثير بن عبد الرحمن، وهو من الطويل.
وصدره:
قضى كل ذي دَيْن فوفّى غريمه
الشرح: "غريمه" الغريم: من عليه الدين، "ممطول" اسم مفعول من المطل وهو التسويف في قضاء الدَّيْن, "معنى" اسم مفعول بتضعيف النون, إذا شق عليه وسبّب له العناء.
المعنى: كل مدين وفّى ما عليه من الدين إلا عزة، فإنها تماطل غريمها ولا ترضى بتوفيته حقه، فلم تعطف على محبها ولم تصله.
الإعراب: "قضى" فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف, "كل" فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة, "ذي" مضاف إليه مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الستة, "دين" مضاف إليه مجرور بالكسرة, "فوفى" الفاء عاطفة وفّى فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو, "غريمه" مفعول به وضمير الغائب مضاف إليه, "وعزة" الواو للحال، عزة مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة, "ممطول" خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة, "معنى" خبر ثانٍ مقدم مرفوع بضمة مقدرة على الألف المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين, "غريمها" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة والضمير مضاف إليه، وجملة المبتدأ المؤخر وخبريه المقدمين في محل رفع خبر المبتدأ الأول الذي هو "عزة".
الشاهد: في "وعزة ممطول معنى غريمها" أنه ليس من باب التنازع؛ لأن المعمول إذًا وهو "غريمها" يكون سببيا مرفوعا وهو لا يجوز.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن هشام ٢/ ٢٥، والأشموني ١/ ٣٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>