للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: ما يعنى بالفعل في قوله: "وما صيغ من الفعل"؟

قلت: ظاهر كلامه أنه الفعل الصناعي؛ لقوله: "كمرمى من رمى" وليس ذلك بجيد؛ لأنه لم يصغ من الفعل وإنما صيغ من المصدر, "وإن"١ حمل على الفعل اللغوي وهو المصدر "فهو صحيح"٢, "لولا"٣ "أن"٤ قوله: "من رمى" يبعده.

ثم قال:

وشرط كون ذا مَقِيسا أن يقع ... ظرفا لما في أصله معه اجتمع

الإشارة إلى ما اشتق من اسم الحدث, يعني: أن هذا النوع لا يكون ظرفا مقيسا إلا إذا كان العامل فيه موافقا له في الاشتقاق نحو: "رميت مرمى زيد"، "وقعدت مقعده", "فلذا"٥ عد من الشواذ قولهم: "هو مني مقعد القابلة"٦ ونحوه٧.

وتقدير قوله: "لما في أصله معه اجتمع" مع الظرف في أصله, وهو اسم الحدث.

فإن قلت: يخرج من كلامه نحو: "سرني "جلوسي"٨ مجلسك"؛ لأن العامل فيه أصله لا شيء اجتمع معه في أصله.

قلت: هذا, وإن لم تشمله عبارته فقد "تقرر"٩ أن المصدر يعمل عمل فعله.


١ أ، جـ, وفي ب "وإنما".
٢ أ، ب, وفي جـ "فصحيح".
٣ أ، جـ, وفي ب "إلا".
٤ أ، ب.
٥ أ، جـ, وفي ب "ولذلك".
٦ القابلة: المولّدة، والمعنى: أنه قريب كقرب مكان قعود القابلة عند ولادة المرأة.
٧ ونحوه: "هو مني مزجر الكلب، ومناط الثريا، ومعقد الإزار" ووجه الشذوذ, إذ التقدير: هو مني مستقر في مزجر الكلب, فعامله الاستقرار، وليس ما اجتمع في أصله. ولو أعمل في المزجر زجر، وفي المناط ناط، وفي المقعد قعد لم يكن شاذا. ا. هـ. أشموني جـ١ ص٢٢.
٨ ب، جـ, وفي أ "جلوسك".
٩ أ، جـ, وفي ب "تقدم".

<<  <  ج: ص:  >  >>