للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.................... ... ورسمٍ عفت آياته منذ أزمان١

وفي ذلك مذهبان:

أحدهما: أنهما حرفا جر، وإليه ذهب الجمهور وهو الصحيح.

والآخر: أنهما ظرفان منصوبان بالفعل قبلهما.

وقد أشار في النظم إلى الأحوال الثلاث.

فإن قلت: لا تؤخذ أحكامهما من عبارته.

قلت: أما الأولى فالمفهوم من قوله: "رفعا" أنهما مبتدآن؛ لأنهما لا يرفعان ما بعدهما إلا إذا جعل خبرهما؛ لأن المبتدأ رافع الخبر على الأصح.

وأما الثانية "فتفهم"٢ من ظاهر قوله: "أو أُوليا الفعل".


١ عجز بيت لامرئ القيس بن حجر الكندي, وهو من الطويل.
وصدره:
قفا نبك من ذكرى حبيب وعرفان
الشرح: "قفا" خطاب للاثنين ولكن المراد واحد، ومن عادتهم أن يخاطبوا الواحد بصيغة الاثنين. "عرفان" يريد عرفان الديار يعني: معرفتها.
"رسم" -بفتح فسكون- ما بقي من آثار الديار لاصقا في الأرض, "عفت" درست وانمحت معالمها, "آياته" جمع آية وهي العلامة التي يستدل بها، ويروى: "وربع عفت آثاره", "أزمان" جمع زمن -بفتح الزاي والميم- الوقت.
المعنى: قفا نندب حظنا ونبك لفراق الأحبة وتذكرهم، وتلك الديار التي كانت معمورة بهم فأصبحت خاوية دارسة.
الإعراب: "قفا" فعل أمر وألف الاثنين فاعله, "نبك" فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر وعلامة جزمه حذف الياء وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن, "من ذكرى" جار ومجرور متعلق بنبك, "حبيب" مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة, "وعرفان" معطوف على حبيب, "ورسم" معطوف على حبيب أيضا, "عفت" فعل ماض والتاء للتأنيث, "آياته" فاعل عفت مرفوع بالضمة الظاهرة وضمير الغائب مضاف إليه, "منذ" حرف جر مبني على الضم لا محل له من الإعراب, "أزمان" مجرور بمنذ وعلامة جره الكسرة الظاهرة, والجار والمجرور متعلق بعفت.
الشاهد: في "منذ أزمان", حيث وقع "منذ" لابتداء الغاية وجر الأزمان.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٢/ ٢٩٧, وابن هشام ٢/ ١٤٣، وفي المغني ٢/ ٢١.
٢ أ، جـ, وفي ب "ففهم".

<<  <  ج: ص:  >  >>