للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأجاز ابن يسعون١ كون "ما" في {رُبَّمَا يَوَدُّ} نكرة موصوفة.

أي: "ربة"٢ -ود يود- وأجاز غيره في البيت كون "ما" مصدرية على مذهب من أجاز وصلها "بالجملة الاسمية"٣.

ومثالها غير كافة:

ربما ضربةٍ بسيف صقيل٤


١ هو: يوسف بن يبقى بن يوسف بن يسعون. قال الزبير: كان أديبا نحويا لغويا فقيها فاضلا من جلة العلماء، متقدما في وقته بعلم العربية، وروى عن مالك بن عبد الله العتبي وغيره, وألف المصباح في شرح ما أعتم من شواهد الإيضاح وغيره. مات في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
٢ أ, وفي ب "رب".
٣ ب, وفي أ، جـ "بالاسمية".
٤ صدر بيت قائله عدي بن الرعلاء الغساني, وهو من الخفيف.
وعجزه:
بين بصرى وطعنة نجلاء
الشرح: "صقيل" أي: مجلوّ فعيل بمعنى مفعول، "بصرى" -بضم الباء وسكون الصاد- بلد بالشام وقد أضاف "بين" إلى بصرى, مع أن "بين" لا تضاف إلا إلى متعدد على أحد معنيين:
الأول: أن "بصرى" وإن كان واحدا في اللفظ, في قوة المتعدد؛ لأنها ذات أجزاء ومحلات كثيرة.
الثاني: أن هناك مضافا محذوفا، والتقدير: "بين أماكن بصرى". "طعنة نجلاء" الواسعة الظاهرة الاتساع.
المعنى: كثيرا ما استعملت سيفي, ورمحي في هذه الجهة استعمالا مشرفا.
الإعراب: "ربما" رب: حرف تكثير وجر شبيه بالزائد وما زائدة, "ضربة" مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد, "بسيف" جار ومجرور متعلق بضربة, "صقيل" نعت مجرور بالكسرة الظاهرة, "بين" ظرف مكان, "بصرى" مضاف إليه, "وطعنة" معطوف على ضربة مجرور بالكسرة الظاهرة, "نجلاء" صفة لطعنة مجرورة بالكسرة الظاهرة، وقد جر بالكسرة للضرورة وحقه أن يجر بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه اسم لا ينصرف لاتصاله بألف التأنيث الممدودة، وخبر المبتدأ المجرور لفظا برب وهو "ضربة" محذوف.
الشاهد: في "ربما ضربة", حيث دخلت "ما" على "رب" ولم تكفها عن العمل.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٢/ ٢٩٩، والمكودي ص٨٤، والسندوبي، والأصطهناوي، وابن هشام ٢/ ١٥٥, وأيضا في المغني ١/ ١٢١, والسيوطي في همعه ٢/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>