للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الود أنتِ المستحقة صفوه١ ... ........................

قلت: إنما أهمل هذه "الصورة"٢ هنا لقلتها, وللخلاف في جوازها.

فإن المبرد منع الجر في نحو ذلك وأوجب النصب، ولكن الصحيح جوازه؛ لثبوته في المستحقة صفوه "هكذا"٣ روي بالجر.

ثم قال:

وربما أكسبت ثانٍ أولا ... ثأنيثا إن كان لحذف موهلا

يعني: أن المضاف قد يؤنث لتأنيث المضاف إليه، بشرط صحة حذفه، والاستغناء عنه بالمضاف إليه "فيشمل"٤ أربعة أنواع:

الأول: أن يكون المضاف بعضا وهو مؤنث كقوله:


١ صدر بيت, قال العيني: لم أقف على اسم قائله. وبحثت فلم أعثر على قائله, من الكامل.
وعجزه:
مني وإن لم أرجُ منك نوالا
الشرح: "الود" -بضم الواو أو فتحها أو كسرها- المحبة, "المستحقة" التي تستوجب بما اشتملت عليه من صفات وممادح, "صفوه" خالصه ولبابه, "أرج" مضارع رجا الشيء يرجوه رجا ورجاوة, إذا أمله وطمع فيه, "نوالا" أي: عطاء.
المعنى: أنت التي تستحقين خالص مودتي ومحبتي، ولست أطمع في نوالك ولا أرجو منك جزاء.
الإعراب: "الود" مبتدأ وأنت مبتدأ ثانٍ, "المستحقة صفوه" خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر المبتدأ الأول, والمستحقة مضاف إلى صفوه, وصفوه مضاف والضمير مضاف إليه وهو ضمير ما هو مقرون بأل الذي هو الود, "مني" جار ومجرور متعلق بالمستحقة, "وإن" الواو عاطفة, "إن" شرطية, "لم" حرف نفي وجزم وقلب, "أرج" فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة والجملة جملة الشرط, "منك" جار ومجرور متعلق بالفعل قبله, "نوالا" مفعول به وفاعل "أرج" ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا وصدر الكلام أغنى عن الجواب.
الشاهد: في "المستحقة صفوه" حيث أضاف الاسم المقترن بأل وهو المستحقة؛ لكونه وصفا مع كون المضاف إليه مضافا إلى صفوه يعود إلى ما فيه أل وهو الود.
مواضعه: ذكره ابن هشام في شرحه للألفية، والسيوطي في همع الهوامع ٢/ ٤٨، والأشموني ٢/ ٣٠٨.
٢ أ، ب, وفي جـ "الصور".
٣ ب، جـ, وفي أ "لكذاي".
٤ أ, وفي ب، جـ "فشمل".

<<  <  ج: ص:  >  >>