للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا بعض السنين تعرقتنا١

لأن بعض السنين سنة.

والثاني: أن يكون بعضا وهو مذكر كقوله:

............. ... كما شرقت صدر القناة من الدم٢


١ صدر بيت لجرير من قصيدة مدح بها هشام بن عبد الملك بن مروان, وهو من الوافر.
وعجزه:
كفى الأيتام فقد أبي اليتيم
الشرح: "تعرقتنا" يقال: تعرقت العظم إذا أكلت ما عليه من اللحم, "كفى" بمعنى أغنى يتعدى إلى مفعولين أولهما الأيتام وثانيهما فقد.
المعنى: يريد أنها أذهبت أموالنا ومواشينا وقد كفى الأيتام فقد آبائهم؛ لأنه أنفق عليهم وأعطاهم.
الإعراب: "إذا" ظرف لما يستقبل من الزمان, "بعض" فاعل فعل محذوف يفسره تعرقتنا المذكور, "تعرقتنا" جملة من فعل وفاعل ومفعول, "كفى" بمعنى أغنى يتعدى إلى مفعولين, "الأيتام" مفعول أول منصوب بالفتحة الظاهرة, "فقد" مفعول ثانٍ منصوب بالفتحة الظاهرة, "أبي" مضاف إليه, "اليتيم" مضاف إليه.
الشاهد: أن "بعضا" اكتسب التأنيث مما بعده؛ ولهذا قال: تعرقتنا بالتأنيث.
مواضعه: ذكره سيبويه في كتابه ١/ ٢٥, والشاهد رقم ٢٨٨ من الخزانة.
٢ عجز بيت قائله الأعشى ميمون بن قيس, وهو من الطويل.
وصدره:
وتشرق بالقول الذي قد أذعته
الشرح: "تشرق" بريقه, إذا غص, "أذعته" أفشيته، "صدر القناة" الرمح.
الإعراب: "تشرق" فعل مضارع والفاعل ضمير, "بالقول" جار ومجرور في محل نصب مفعوله, "الذي" اسم موصول صفة للقول, "قد" حرف تحقيق, "أذعته" فعل وفاعل ومفعول والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول, "كما" الكاف للتشبيه وما مصدرية, "صدر" فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة, "القناة" مضاف إليه مجرور بالكسرة, "من الدم" جار ومجرور.
الشاهد: في "شرقت صدر" فإنها مؤنثة وفاعلها وهو الصدر مذكر، وكان القياس "شرق" ولكن لما كان الصدر الذي هو مضاف بعض المضاف إليه أعطي له حكمه.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٢/ ٣١٠, والسيوطي ص٧٤، وأيضا في همعه ٢/ ٤٩، وابن هشام في المغني ٢/ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>