للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذهب الفارسي إلى أنهما نكرتان، وألزم من قال بتعريفهما أن يقول: "إن"١ نصفا وثلثا وسدسا معارف؛ لأنها في المعنى مضافات، وهي نكرة بإجماع.

ورد بأن العرب تحذف المضاف وتريده وقد لا تريده، ودل مجيء الحال بعد "كل وبعض" على إرادته.

ثم إن الملازم٢ للإضافة "ثلاثة"٣ أنواع:

أحدها: ما لزم الإضافة إلى "المضمر"٤.

والثاني: "ما يضاف"٥ إلى الظاهر "والمضمر"٦.

والثالث: ما لزم الإضافة إلى الجملة.

وقد أشار إلى الأول بقوله:

وبعض ما يضاف حتما امتنع ... إيلاؤه اسما ظاهرا حيث وقع

كوحد لبى ودوالى سعدى ... وشذ إيلاء يدي للبى

تقدم الكلام على نصب "وحد" في باب الحال، وهو ملازم للإضافة إلى "المضمر"٧ ولازم الإفراد والتذكير؛ لأنه مصدر، وربما ثني مضافا إلى ضمير مثنى.

حكى ابن سيده٨ "جلسا على وحدهما, وعلى وحديهما"٩ ووحد منصوب دائما، وقد يجر بإضافة نسيج وجحيش وعيير.


١ ب، جـ.
٢ أ، جـ, وفي ب "اللازم".
٣ أ، ج, وفي ب "على ثلاثة".
٤ أ، جـ, وفي ب "الضمير".
٥ أ، ب, وفي جـ "ما لزم الإضافة".
٦ أ، جـ.
٧ أ، جـ, وفي ب "الضمير".
٨ هو: علي بن أحمد بن سيده النحوي الأندلسي. كان حافظا, لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة، قال أبو عمر الطلمنكي: دخلت مرسية فتشبث بي أهلها ليسمعوا علي غريب المصنف، فقلت لهم: انظروا من يقرأ عليكم, فأتوا برجل أعمى يعرف بابن سيده, فقرأ علي من أوله إلى آخره من حفظه فعجبت منه. شرح كتاب الأخفش وغيره. مات سنة ثمانٍ وخمسين وأربعمائة عن نحو ستين سنة.
٩ أ، جـ, وفي ب "جلسا على وحديهما وحدتهما".

<<  <  ج: ص:  >  >>