للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخامس: حكى سيبويه عن بعض العرب١: لبِّ، على أنه مفرد لبيك غير أنه مبني على الكسر، لقلة تمكنه. واختلف فيه؛ فقيل: ينصب نصب المصدر كأنه قال: إجابة, وقال المصنف: جعلوه اسم فعل.

وقوله:

وشذ إيلاء يدي للبى

أشار إلى أنه شذت إضافته إلى الظاهر في قوله:

دعوت لما نابني مسورا ... فلبى فلبى يدي مسور٢

تنبيه:

ذهب يونس إلى أن لبيك اسم مفرد وأصله لبى قلبت ألفه ياء للإضافة إلى المضمر كما في عليك.


١ قال سيبويه ١/ ١٧٦: "وبعض العرب يقول: لب, فيجريه مجرى أمس وفاق, ولكن موضعه نصب".
٢ من أبيات سيبويه التي لم يعرفوا لها قائلا ١/ ١٧٦، وقال العيني: لأعرابي من بني أسد, وهو من المتقارب.
الشرح: "دعوت" طلبت, "نابني" نزل بي وأصابني, "مسور" -بكسر الميم وسكون السين وفتح الواو- اسم رجل, "لبى" أجاب, "لبى يدي مسور" المراد الدعاء لمسور بأن يجاب دعاؤه كلما دعا إجابته بعد إجابة، وإنما خص يديه بالذكر؛ لأنهما اللتان أعطتاه ما سأل.
المعنى: أصل هذا أن رجلا دعا رجلا آخر اسمه موسر ليغرم عنه دية لزمته, فأجابه إلى ذلك. فالراجز يقول: دعوت مسورا للأمر الذي نزل بي فلباني، ثم دعا له.
الإعراب: "دعوت" فعل وفاعل, "لما" اللام حرف جر للتعليل, "ما" اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بدعوت, "نابني" ناب فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما والنون للوقاية والياء مفعول به, والجملة لا محل لها صلة الموصول, "مسورا" مفعول به لدعوت, "فلبى" الفاء عاطفة, "لبى" فعل ماض والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى مسور والجملة معطوفة على جملة "دعوت مسورا", وقوله: "فلبى يدي مسور" الفاء للتعليل, "ولبى" مصدر منصوب على المفعولية المطلقة بفعل محذوف, وهو مضاف ويدي مضاف إليه ويدي مضاف ومسور مضاف إليه.
الشاهد: في "فلبى يدي" حيث أضاف "لبى" إلى الاسم الظاهر وهو "يدي", وذلك شاذ.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص١٥٩، وابن عقيل ٢/ ٤١, والأشموني ٢/ ٣١٣، وداود، والسندوبي، والأصطهناوي، والمكودي ص٨٧، وابن هشام ٢/ ١٩١، وأيضا في المغني ٢/ ١٤٣، والسيوطي ص٧٥، وأيضا في الهمع ١/ ١٩٠, وابن يعيش ١/ ١٩١, والشاهد رقم ٩٣ من الخزانة, والكتاب ١/ ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>