للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورد عليه سيبويه بقوله: "فلبى يدي مسور" لإثبات الياء مع الظاهر١, فإن قلت: قد ذكر في شرح التسهيل: إن إضافة لبيك إلى "المضمر"٢ الغائب شاذة كإضافته إلى الظاهر، ومنه قول الراجز:

لقلت لبيه لمن يدعوني٣

وظاهر كلامه هنا جواز إضافته إلى المضمر مطلقا.

قلت: لا يلزم من قوله: "امتنع إيلاؤه اسما ظاهرا" جواز إضافته لكل مضمر.


١ قال سيبويه ١/ ١٧٦: "وزعم يونس أن لبيك اسم واحد، ولكنه جاء على هذا اللفظ في الإضافة كقولك: عليك، وقال سيبويه:
دعوت لما نابني مسورا ... فلبى فلبى يدي مسور
فلو كان بمنزلة على لقال: فلبى يدي مسور؛ لأنك تقول: على زيد إذا أظهرت الاسم.
٢ أ, وفي ب، جـ "الضمير".
٣ قال العيني: لم أقف على اسم قائله, وبحثت فلم أعثر له على قائل, من الرجز.
وقبله:
إنك لو دعوتني ودونيزوراء ذات مترع بيون ...
الشرح: "زوراء" -بفتح الزاي وسكون الواو- الأرض البعيدة الأطراف, "مترع" ممتد, "بيون" بزنة صبور: البئر البعيدة القعر، وقيل: الواسعة الرأس الضيقة الأسفل، "لبيه" فيه التفات من الخطاب إلى الغيبة، والأصل أن يقول: لقلت لك: لبيك.
المعنى: إنك لو ناديتني وأمامي أرض بعيدة الأطراف واسعة الأرجاء ذات ماء بعيد الغور, لأجبتك إجابة بعد إجابة، يريد أنه لا تعوقه عن إجابته صعاب ولا شداد.
الإعراب: "إنك" إن حرف توكيد ونصب والكاف ضمير المخاطب اسمه, "لو" شرطية غير جازمة, "دعوتني" دعا فعل ماض وضمير المخاطب فاعله والنون للوقاية والياء مفعول به والجملة شرط "لو", و"دوني" الواو للحال, "دوني" ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم ودون مضاف وياء المتكلم مضاف إليه, "زوراء" مبتدأ مؤخر وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال, "ذات" نعت لزوراء وذات مضاف, "مترع" مضاف إليه, "بيون" نعت لمترع, "لقلت" اللام واقعة في جواب لو, قلت فعل وفاعل والجملة جواب لو وجملة الشرط في محل رفع خبر إن في أول الأبيات, "لبيه" مفعول مطلق والهاء مضاف إليه, "لمن" اللام حرف جر ومن اسم موصول, "يدعوني" فعل وفاعل ومفعول والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
الشاهد: في "لبيه" حيث أضاف "لبى" إلى ضمير الغائب, وذلك شاذ والحكم أن يضاف إلى ضمير المخاطب.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن عقيل ١/ ٤٠, والأشموني ٢/ ٣١٣، وابن هشام ٢/ ١٩٠، وفي المغني ٢/ ١٤٣، والسيوطي ص٧٥, وفي همعه ١/ ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>