للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله:

واضمم -بناء- غيرا إن عدمت ما ... له أضيف ناويا ما عدما

قبل كغير, بعد، حسب، أول ... ودون والجهات أيضا، وعل

يعني أن هذه الأشياء المذكورة، أعني: غير "وقبلا"١ وما بعدهما، إذا حذف ما يضاف لم يخل إما أن ينوى معناه دون لفظه، أو ينوى لفظه "أ"٢ ولا ينوى.

فإن نوى معناه دون لفظه بنيت على الضم؛ لشبهها بحرف الجواب والاستغناء عما بعدها, مع ما فيها من شبه الحرف في الجمود والافتقار٣.

وإن نوى لفظه أعربت إعراب المضاف "ولم تنون"٤.

حكى الفراء في معانيه٥ أن من العرب من يقول: "من قبل" بالخفض.

وحذف التنوين للإضافة. وإن لم ينو أعربت٦ ونونت كقراءة من قرأ: "من قبلٍ ومن بعدٍ"٧ بالتنوين. ومنه قوله:

فساغ لي الشراب وكنت قبلًا ... أكاد أغص بالماء الحميم٨

وإلى هذا أشار بقوله:

وأعربوا نصبا.....

البيت.


١ ب, وفي أ "قليلا".
٢ ب، جـ.
٣ بالجمود والكلام يستقيم بوضع في "في الجمود", ومثال المبني قوله تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} راجع الأشموني ٢/ ٣٢١.
٤ أ، جـ.
٥ كتاب له في تفسير القرآن الكريم.
٦ أي: قطعت عن الإضافة لفظا ومعنى, فلم ينو لفظه ولا معناه.
٧ من الآية ٤ من سورة الروم.
٨ قال العيني: قائله عبد الله بن يعرب، والصواب أنه ليزيد بن الصعق, من الوافر.
الشرح: "ساغ لي الشراب" حلا ولان وسهل مروره في الحلق، "أغص" مضارع من الغصص وهو في الأصل انحباس الطعام في المريء ووقوفه في الحلق، واستعمل ههنا في موضع الشرق, "الماء الحميم" هو الذي تشتهيه النفس، وفي غير هذا الموضع يطلق على الماء الحار, ويروى: الماء الفرات. =

<<  <  ج: ص:  >  >>