للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في شرح الكافية: وهذا القول عندي حسن١.

ثم قال:

وما يلي المضاف يأتي خَلَفا ... عنه في الإعراب إذا ما حُذِفا

يجوز حذف المضاف للعلم به، والأكثر حينئذ أن يخلفه المضاف إليه في الإعراب نحو: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} ٢ أي: حب العجل.

وقد يخلفه في التنكير إن كان المضاف مثلا نحو: "مررت برجل زهير" "أي: مثل زهير"٣؛ ولذلك نعت به النكرة.

وربما خلفه في غير ذلك, كالتذكير والتأنيث.

ثم قال:

وربما جروا الذي أبقوا كما ... قد كان قبل حذف ما تقدما

يعني: أن المضاف إليه قد يبقى بعد حذف المضاف مجرورا, كما كان قبل حذفه.

ولذلك شرط ذكره في قوله:

لكن بشرط أن يكون ما حُذِف ... مماثلا لما عليه قد عُطِف

يعني: أن شرط جر المضاف إليه بعد حذف المضاف, أن يكون المحذوف معطوفا على مثله لفظا ومعنى بعاطف متصل, نحو:

أكل امرئ تحسبين امرأ ... ونارٍ تَوَقَّد بالليل نارا٤


١ نص شرح الكافية, ورقة ٦٧: "وهذا عندي قول حسن".
٢ من الآية ٩٣ من سورة البقرة.
٣ أ، ب.
٤ قائله أبو دؤاد الإيادي، وهو من المتقارب.
الشرح: "تحسبين" تظنين، "توقد" أصله تتوقد -تاء المضارعة وتاء تفعل, فحذفت إحداهما تخفيفا- ومعنى "توقد" تشتعل وتتوهج.
المعنى: لا تظني كل شخص رجلا كاملا, بل الكامل من اجتمع له من الصفات والخصال أحسنها وأسماها. ولا تظني كل نار تتوقد في الليل نارا محمودة, بل المحمود منها ما توقد لقرى الأضياف. =

<<  <  ج: ص:  >  >>