للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذا لو كان الفاعل مرفوعا بالمضاف، فإن الفصل به مخصوص بالضرورة كقوله:

نرى أسهما للموت تصمي ولا تنمي ... ولا ترعوي عن نقض أهواؤنا العزم١

فإن قلت: لا تؤخذ هذه الصورة من كلامه هنا.

قلت: قد يفهم من قوله: "ما ينصب"، فعلم أن المرفوع لا يسوغ الفصل به اختيار، ومثال النعت قول الشاعر:


١ قال العيني: أنشده ثعلب ولم يعزه لأحد، وبحثت فلم أعثر له على قائل، وهو من الطويل.
الشرح: أسهما جمع سهم, "تصمي" من الإصماء من أصميت الصيد, إذا رميته فقتلته بحيث تراه, "ولا تنمي" من الإنماء من أنميت الصيد, إذا رميته فغاب عنك ثم مات.
والمعنى: نرى أسهما للموت تقتل ولا تبطئ ولا ترعوي، الارعواء: الكف عن القبيح, "العزم" عزمت على الأمر, إذا أردت فعله.
الإعراب: نرى فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن, "أسهما" مفعول نرى, للموت جار ومجرور, "تصمي" فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى أسهما والجملة نعت لـ "أسهما", إذا كانت نرى بصرية, أو مفعول ثانٍ إذا كانت قلبية, "ولا تنمي" الواو عاطفة "لا" نافية "تنمي" فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى "أسهما" والجملة معطوفة على جملة تصمي ولا ترعوي كسابقتها, عن نقض جار ومجرور متعلق بترعوي, أهواؤنا "أهواء" مرفوع بالمصدر الذي هو نقض و"نقض" مضاف والعزم مضاف إليه.
الشاهد: في "نقض أهواؤنا العزم" حيث فصل بين المضاف وهو "نقض", وبين المضاف إليه وهو "العزم" مع أن الفاعل متعلق بالمضاف، وهو ضعيف.
والتقدير: عن نقض العزم أهواؤنا، أي: عن أن تنقض أهواؤنا العزم.
مواضعه: ذكره الأشموني في شرحه للألفية ٢/ ٣٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>