للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإعماله مجردا "من"١ الإضافة وأل أقل من المضاف نحو: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ، يَتِيمًا} ٢.

وفيه خلاف أجازه البصريون, ومنعه الكوفيون.

فإن "وقع بعده"٣ مرفوع أو منصوب, فهو محمول عندهم على فعل مضمر، وإعماله مع أل أقل من المجرد، ومنه قول الشاعر٤:

ضعيف النكاية أعداءه ... يخال الفرار يراخي الأجل

وفيه خلاف؛ أجازه سيبويه ومن وافقه، ومنعه الكوفيون وبعض البصريين كابن السراج، وأجازه الفارسي على قبح، وفصّل ابن طلحة بين أن


١ أ، جـ، وفي "ب "عن".
٢ من الآية ١٤ من سورة البلد, إطعام مصدر فاعله محذوف "يتيما" مفعوله.
٣ أ، جـ, وفي ب "وقع عندهم بعده".
٤ قائله: لم ينسب إلى قائل -وبالبحث لم أعثر له على قائل- وذكره سيبويه وهو من الخمسين التي لم يعرف قائلوها, وهو من المتقارب.
اللغة: "النكاية" الإضرار, يقال: نكيت في العدو أنكي نكاية، إذا قتلت فيهم وجرحت, "يخال" يظن, "يراخي" يباعد ويؤخر.
المعنى: إن هذا الرجل ضعيف لا يستطيع أن يؤثر في أعدائه أو يقهرهم أو ينازلهم القتال، يظن أن الهرب والفرار من الحرب يبعد عنه الموت، ويفسح له في العمر.
الإعراب: "ضعيف" خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: هو ضعيف, "النكاية" مضاف إليه, "أعداءه" مفعول للنكاية، والضمير مضاف إليه, "يخال" فعل مضارع، والضمير المستتر الذي يعود على الفرار فاعل, "الأجل" مفعول ليراخي، والجملة في محل نصب مفعول ثانٍ ليخال.
الشاهد فيه: "النكاية أعداءه", حيث عمل المصدر المقترن بأل وهو "النكاية", ونصب المفعول وهو "أعداءه".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن هشام ٥/ ٣، وابن عقيل ٢/ ٧٢، والأشموني ٢/ ٢٣٣، والسيوطي ص٨٠، وذكره سيبويه ١/ ٩٩، وابن يعيش ٦/ ٥٩، وشذور الذهب ص٣٩٩، والخزانة الشاهد ٥٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>