للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

وولي استفهاما أو حرف ندا

يعني: أن اسم الفاعل لا يعمل حتى يعتمد على أحد الأشياء المذكورة، والاستفهام نحو قوله١:

أناوٍ رجالك قتل امرئ ... من العز في حبك اعتاض ذلا؟

وحرف النداء نحو: "يا طالعًا جبلًا" ولم يذكره في الكافية، ولا في التسهيل.

وقال الشارح: المسوّغ لإعمال "طالع" هنا اعتماده على موصوف محذوف تقديره: رجلا طالعا جبلا، وليس المسوغ الاعتماد على حرف النداء؛ لأنه ليس كالاستفهام والنفي في التقريب من الفعل.

والنفي: "ما ضارب الزيدان عمرا". ومثال كونه صفة: "جاءني رجل مكرم عمرا", "أو مسندا" يعني خبرا: "زيد مكرم عمرا", فالواقع صفة معتمد على الموصوف، والواقع خبرا معتمد على المخبر عنه.

فإن قلت: أهمل المصنف اعتماده على صاحب الحال نحو: "جاءني زيد ضاربا عمرا".

قلت: استغنى عن ذكره بذكر الصفة؛ لأنه صفة في المعنى.


١ قائله. لم أقف على اسم قائله, وهو من المتقارب.
اللغة: "ناو" فاعل من نوى ينوي.
الإعراب: "أناو" الهمزة للاستفهام, "ناو" مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين, "رجالك" فاعل ناو سد مسد الخبر وضمير المخاطب مضاف إليه, "قتل" مفعول به لناو, "امرئ" مضاف إليه, "من العز" جار ومجرور متعلق باعتاض الآتي, "في حبك" متعلق باعتاض أيضا والكاف مضاف إليه, "اعتاض" فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه, "ذلا" مفعول به لاعتاض.
الشاهد فيه: "أناوٍ رجالك", فإن قوله: "ناو" اسم فاعل وقد عمل عمل فعله, حيث اعتمد على حرف الاستفهام.
مواضعه: شذور الذهب ص٤٠٣, والهمع ٩٥/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>