للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"تنبيهان":

الأول: اعتماد اسم الفاعل على ما ذكر شرط في صحة عمله عند جمهور البصريين، وذهبالأخفش والكوفيون إلى أنه لا يشترط.

والثاني: ذكر المصنف هنا لعمله شرطين:

الأول: أن يكون بمعزل عن المضي، والثاني: الاعتماد.

وزاد في التسهيل شرطين١:

أحدهما: أن يكون غير مصغر، خلافا للكسائي في إجازته إعماله مستدلا بقول بعضهم: "أظنني مرتحلا وسُوَيِّرا فرسخا" ولا حجة لأن فرسخا ظرف، والظرف يعمل فيه رائحة الفعل، قيل: والجواز مذهب الكوفيين إلا الفراء، وتابعهم أبو جعفر النحاس، وقال المتأخرون: إن لم يحفظ له مكبر جاز إعماله كقوله٢:

.................... ... ترقرق في الأيدي كُمَيْتٍ عصيرُها

في رواية من جر كميت.


١ التسهيل ص١٣٦٠.
٢ قائله هو مضرس بن ربعي, وهو من الطويل.
اللغة: "راح" هو الخمر ومن أسمائه المدام وله أسامٍ كثيرة, "ترقرق" من ترقرق الشيء إذا تلألأ ولمع, "كميت" من الكمتة وهي الحمرة الشديدة التي تضرب إلى السواد من شدة حمرتها.
الإعراب: "ما" نافية, "طعم" مبتدأ أو اسم ما إن جعلتها حجازية وهو مضاف, و"راح" مضاف إليه, "في الزجاج" متعلق بمحذوف صفة لراح, "مدامة" صفة ثالثة لراح, "ترقرق" فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر، وجملة الفعل وفاعله في محل جر صفة ثالثة لراح, "في الأيدي" متعلق بترقرق, "كميت" -بالجر- صفة رابعة لراح, "عصيرها" فاعل بكميت، والضمير مضاف إليه، وخبر المبتدأ أو خبر ما في كلام بعد هذا البيت.
الشاهد فيه: "كميت عصيرها" حيث رفع "كميت" "عصيرها", فإن قوله: "كميت" وصف لم يستعمل إلا مصغرا، وقد عمل في قوله: "عصيرها" حيث رفعها.
مواضعه: ذكره السيوطي في الهمع ٩٥/ ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>